إلى متى يا نفس أنت بما

أبيات قصيدة إلى متى يا نفس أنت بما لـ أحمد بن المأمون البلغيثي

إلى متى يا نفسِ أنت بما

يُلبِّسُ المبغِضُ ذاتُ اغتِرار

تُعامِلي الكُلَّ بطبعِ العًلا

حتى الذي مِن قومِ سوءٍ شِرار

تَجوُ فضلاً حيث لا ينبغي

والفضلُ لا يَحسُن في كلِّ دار

تَيقَّظي ولتَزرعي الفضلَ في

مَنبِتِه إذا انتخبتِ القرار

فالزرعُ في الأرضِ إذا أخبثَت

ضاعَ وعاد نفعُه بالضِّرار

والأصلُ إن كان رديئاً فإن

تُعزَّهُ كساكَ ثوبَ الصِّغار

فالجودُ في أمثالِ هذا سُدى

جَنِّبه لا تَكن له ذا جِوار

ولا تكن بعدُ على غِرَّةٍ

فالاغترار خوَرٌ وانكسار

ولا تُصاحب غيرَ شهمٍ يَرى

لكَ مقامَ عِزَّةٍ وافتخار

وجانِبنَّ كلَّ نَذلٍ له

صورةُ إنسٍ وطِباعُ الحمار

ولا يَغرَّنكَ من الغُمرِ ما

تَراه مِن سَمتٍ جميلِ الشَّوار

واختبِر الصاحبَ مِن قبل أن

تودعَهُ الأسرارَ خوفَ انتشار

فالتِّبرُ لا تَظهرُ أسرارُه

إلا بِحكٍّ والتِظا واختبار

ولا تثق قبل بُدُوِّ الصلاح

واحذَر وكن ذا عبرةٍ وافتكار

واعمَل بقول ناصحٍ خابرٍ

طبعُ خسيسٍ حازَ كلَّ الشَّنار

قد كِدتُ لولا وصفُ إسلامِه

ألعنُه لعناً يَسومُ البَوار

لكنَّه جاء على أصله

وهل يَحولُ أحدٌ عن نجار

لا يعذُبُ الحنظلُ يوما وإن

غَرَستَه وسط حُلوِ الثمار

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى متى يا نفس أنت بما

قصيدة إلى متى يا نفس أنت بما لـ أحمد بن المأمون البلغيثي وعدد أبياتها ثمانية عشر.

عن أحمد بن المأمون البلغيثي

أحمد بن المأمون البلغيثي العلوي الحسني، أبو العباس. قاض، من أدباء المالكية. من أهل فاس، مولداً ووفاة. ولى قضاء (الصويرة) و (الدار البيضاء) و (مكناسة الزيتون) من كتبه: (تنسم عبير الأزهار بتبسم ثغور الأشعار) مجموعة شعره، في مجلدين، و (الابتهاج بنور السراج-ط) في شرح سراج طلاب العلوم، جزآن، الرحلة الموهوبة البخازية.

تعريف أحمد بن المأمون البلغيثي في ويكيبيديا

أحمد بن مأمون البلغيثي العلوي الحسني (1348هـ - 1929م)، أبو العباس، قاضٍ من أدباء المالكية، وقد كانت ولادته وحياته ووفاته في فاس. وُلي قضاء مدينة الصويرة والدار البيضاء ومكناسة الزيتون. وقد رحل إلى المشرق لطلب العلم ثلاث مرات.