إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد لـ حسين الدجيلي

اقتباس من قصيدة إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد لـ حسين الدجيلي

إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد

فما بقي موضع للصبر في كبدي

دعني أنوح على هذا المصاب أسى

فقد تزعزع ذاك الطود من جلدي

وخل عيني تهمي ليتها عميت

إذا بكت بعده يوما على أحد

فأنت يا عين هلي ما بقيت دما

وأنت يا جذوة الأحزان فاتقد

فاليوم أحمد سيف للهدى خذم

والسيف يغمد لو يبقى بلا عضد

واليوم غارت بحور في مشارعها

ري العطاش ولن يبقى سوى الثمد

وأظلمت عرصات العلم وانطمست

تلك الرسوم فلن يبقى سوى الوتد

وأصبح البيت بيت الدين منهدها

والبيت ينهار لو يبقى بلا عمد

وشرعة المصطفى قامت لتلطم في

مصاب من كان فيها أعظم الرصد

فما تيسر لطم الوجه في يدها

لأنها أصبحت جذا بغير يد

قضى أبو صالح المهدي خير فتى

أبوه قد كان يدعى بيضة البلد

كأنه والعلوم الروح في جسد

فليدفن العلم إذ سلت من الجسد

أو أنه لبد للناس كلهم

فلتبك كل الورى حزنا على اللبد

مصيبة دهمت حلمي مباكرة

بكر فالهيت عن حلمي وعن رشدي

حتى تعسر إنشاء الرثاء بها

لان نظم التهاني كان في خلدي

نعم باولاده للعلم تسلية

أكرم بكل فتى تلقاه من ولد

كأنما مخض الله السنين له

مخض الحليب فاضحى زبدة الحقب

فما تبدد في المهدي شمل هدى

من بعد أن قام منهم جامع البدد

ففي أبي حسن إن قلت مجتهد

نقص فمنه خذ الفتيا لمجتهد

تروي أحاديث فضل فيه مسندة

ويروي في غيره الراوي بلا سند

عن الخناصر إن تلوى على عدد

عليه تلوى ولا تلوى على أحد

فإن أهل النهى شتى مراتبهم

هذا أخير وهذا أول العدد

فإن أردت له مثلا فلست ترى

وإن طلبت له شبها فلم تجد

إلا محمد قد بارى مناقبه

كأنه آخذا منه يدا بيد

حوى النهى قبل أن تلوى تمائمه

وسلكها في يديه عير منعقد

محسد في مزايا قد تقمصها

وصاحب الفضل لا يخلو من الحسد

مثل الحسين متى يسري إلى رشد

يسير مسرى القطا الكدري للرشد

هيهات أحصي مزاياه وأحصرها

جلت مزاياه عن حصر وعن عدد

أقول صبراً وإن كانت مصيبتكم

عظمى تشيب لها الأطفال في المهد

فإن أحلامكم في الخطب لو زنت

بقود رضوى فلم تنقص ولم تزد

سقت ضريحا على هام الضراح سما

سحائب العفو تهمي دائم الأبد

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد

قصيدة إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد لـ حسين الدجيلي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن حسين الدجيلي

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين. من مشاهير عصره في العلم والأدب. ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر. له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى. زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي