الله الله أنت السمع والبصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الله الله أنت السمع والبصر لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة الله الله أنت السمع والبصر لـ جرمانوس فرحات

اللَهُ اللَهُ أنت السمع والبصرُ

في العاشقين وأنت الفوز والوطرُ

هويتكم والهوى مني على صغرٍ

يا حبذا والهٌ قد زانه صِغَرُ

هجرت فيكم ربوع الوالدين وما

أهوى فلم يرضني من دونكم أثر

سيروا الهوينا بقلبٍ سائرٍ بكم

كأنه فلكٌ أنتم له قمر

الذكر صورتكم واللقلبُ مركزُها

والحب دائرةٌ شُعاعها الفكر

كأن عيني إذا صَوَّرتكم فلكٌ

في أفقها قمرٌ دانت له الصور

أتلو على القلب آيات الهوى فإذا

ما استظهر الوحيُ قالَ بِأَنَّها سُوَرُ

أُفني زماني بأخبارٍ أعدِّدها

والدهر يفنى وما يفنى لكم خبر

فكم تحجَّبتَ عن عيني فأرَّقها

منكم حجابٌ ولكن لستَ تستتر

وكم خرقتَ حجاباً كان من قِبَلي

قد بُدِلَّت عنه حجبٌ ما بها قِصَر

وكان إبعادكم عني على قدرٍ

وكان قربي لديكم ما له قَدَر

عشقي وشوقي غرامي في محبتكم

سرٌّ سرورٌ ونارٌ ضمنَها شرر

إن تهجروني أجد في وصلكم طمعاً

كالشمس تُرجَى وجنحُ الليل معتكر

لكم من البدر حِبِّي حُسنُ طلعته

ولي من السحب دمعٌ إسمه المطر

طَرفي وطَرفك كالضدين في شغُلٍ

طرفي عميٌّ وذاكم زانَه الحور

فذاك يكبو عِثاراً من شكائمه

وطَرفك السيف لا يُبقي ولا يذر

في حَلْبة العشق لا تدري الوشاة به

سيّانِ إن عذروا فيه وإن غدروا

إني أروم طُروقَ الحبِّ عن ذُعُرٍ

وهل يصادِرُ مَن يهواهمُ الذُعُر

فأَخفِضُ القلبَ من زفراته طمعاً

بالإستتار وهل يخفاهمُ الخبر

قد مازج الحبُّ قلبَ المستهام إذا

رام انفصالاً فيوصلْ فَصلَه السهر

بُعداً لقلبٍ خليٍّ من صبابته

وهل يروقك غصنٌ ما به ثمر

خذ حبهم يا ضميرَ الرفع ملتزماً

فصلاً ووصلاً فلا يخلو ولو هجروا

كأنني الفعل والمحبوب فاعله

سيّانِ متصلٌ فيه ومستتر

أحلى غرامٍ إذا ما كان مشتهراً

يا عذلين دعوني فيه أشتهر

أبيتُ والليلُ يطويني وأنشره

نَوحاً وحبّاً فأطويه وينتشر

خذ يا حبيباً دموعاً فيك أُنفدها

واَعطِ المتيمَ صبراً لُبُّهُ الوطر

حللتَ مني حلول الروح في جسدي

كأنني صدفٌ إذ أنتم الدرر

فأنتم النفس والجثمان متحدٌ

بالنفس والجسمُ أَقنومٌ له قدر

تثلث الحب فاعتاصت طبيعته

والذات واحدةٌ تاهت بها الفكر

فيهم أهيم وعنهم يستباح دمي

من حب شيئاً فلا يَصدُّهُ الخطر

يا سالباً نور عيني في محبته

أنِر فؤادي إذا ما خانني البصر

الموت أوفق لي من هجركم فإذا

ما عشت في غيركم فالعيش لي وِزَر

كن فيَّ حيّاً وإني فيك أنت أنا

كالشمس ليس لها في برجها كدر

أنَّى تحولت لا أنفكُّ مُلتفتاً

تِلْقا محياك حتى يهتدي النظر

كأن وجهك مغناطيسُ أنفسنا

فحيث ما دار دارت نحوه الصور

يشكو فؤادي الجوى من نار حبكم

فاعجب لجنة نورٍ ضمنَها سقر

يذوب قلبي بنارٍ أنت موقدها

والعين ترعى جمالاً فيك يُحتَكر

سكرت من حبكم حتى وحقِّكِمُ

غادرت كل الورى من حبكم سكروا

قد صرت من خمرة العشق التي أخذت

منها عقولاً ولكن ما بنا سَدَر

أظل منشرحاً فيها ومنجرحاً

منها ومنطرحاً عنها ولي وطر

خسرت في عشقكم عمري فأسعدني

يا ربح قومٍ بكم بالربح قد خسروا

أجثوا انكساراً إذا كررتُ ذكرَكمُ

كأنما قد علاني الصارم الذكر

كأن قلبيَ أرضٌ شَقَّها وَمَدٌ

كأن حبكم من فوقها مطر

أروم رؤيتكم والدمع يمنعني

إذ قد تزاحم عندي الدمع والنظر

ذلي وضعفي ونقصاني يقابله

عزٌّ وبطشٌ كمالٌ فيكمُ وَقَر

حمدٌ ومدحٌ لكم من أصغريَّ كما

لي منكم المضنيان الخوف والحذر

ما زلت أشقى بكم حتى حظيت بما

قد كان يوعدني في وصفه الخبر

وانشقَّ عني غشاءٌ كان يرتقه

عذلُ العذول فأضحى وهو منفطر

من بعدما كان تَستقيني ملامته

كَدْراً زعاقاً وما أدراك ما الكدر

مذ أومضت من بَها أنوار طلعتكم

غُرٌّ تصافح فيها الشمس والقمر

حتى ذهلت بها عن حسن عالمنا

وقلت هذا الذي كانت به الفِطَر

فاشبع إذاً من جمالٍ ما به شبعٌ

وارتع إذاً بسرورٍ ما به كدر

واعرض بوجهك عن حسنٍ يلذ به ال

تغيير واعلم بأن الحق يُعتبر

اسعَد بحسنِ أبيك الحق مبتهجاً

ذاك الإله الذي الأعدا به كفروا

هو الحبيب الذي عزت محبته

حتى اشتراها بإهراق الدِّما البشر

منهم شهيدٌ ومنهم ناسكٌ عَدَلٌ

برٌّ ومنهم رسول الخير منتصر

إذ لا يغرك كفر الكافرين به

كأنهم بقرٌ مأواهمُ سقر

والْحَق بحزب بنيه المؤمنين به

والحقُّ تخدمه الأشباه والصور

كأنهم دُرَرٌ مِنْ شانِها دُرُرٌ

كأنهم غُرَرٌ ما شانَها ضرر

قومٌ كرامٌ لهم في الأرض مرتبةٌ

وفي السماء لهم ملكٌ له خطر

إن أُمِنُّوا أَمَنُّوا واستُنجدوا نَجدوا

واستُرشدوا رَشدوا واستُنصروا نصروا

هيهاتِ هيهاتِ فالإيمان معجزةٌ

وكل نفسٍ لها في ذاتها نظر

شرح ومعاني كلمات قصيدة الله الله أنت السمع والبصر

قصيدة الله الله أنت السمع والبصر لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي