الله قد خلق الإنسان مرتسما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الله قد خلق الإنسان مرتسما لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة الله قد خلق الإنسان مرتسما لـ جرمانوس فرحات

اللَه قد خلق الإنسان مرتسِماً

بشبهه وهو عين العاقل الفَهِمِ

وزان عنصرَه بالعقل فهو به

ملكٌ رَقِي في علومٍ أرفعَ الشيم

فالعقل شمسٌ ونور العلم منبثقٌ

منها ومنها ثمار الفضل فافتهم

أو إنه القوسُ فيه العلم منحصرٌ

كالسهم يُصمي معانيه ولم يُصَم

أو إنه صارمٌ في حرب هرطقةٍ

بحكمه الفصل بين اللاء والنَعَم

فالعلم كالحق موجودين من أزلٍ

والجهل كالإثم موصوفين بالعدم

من يَعدَم العلمَ يُظلِمْ عقلُهُ أبداً

حتى تراه شبيهَ الحال في النَعَم

كم من نفوسٍ غدت للَه مخلصةً

بالعلم في صفحة القرطاس والقلم

إن كان من ثَمْرةٍ رُمنا تألُّهنا

فالعلم أدنى إلى المطلوب من قِدَم

توقَّ يا من غدا بالعلم متصفاً

من شهوةٍ شوَّهت سلمانَ في الأمم

فيها فلاسفة اليونان قد جهلوا

فلم يُنِرهُم منيرُ العلم في الظلم

كُفَّت بصائرُهم منها فما انتزحوا

عنها فتشكو بَصيرتْهُم من السَقَم

باتوا وفي كل عضوٍ منهمُ خَللٌ

وكلِّ جارحةٍ ضربٌ من الألم

أضحيتُ أدعو بآرسطو وشيعتِه

وسينكا الفاضل المشهور بالحكم

فلم يجيبوا ونار العدل تلجمُهُم

إذ كان كلٌّ من الرشد الشديد عمي

فالنار تُسرِجُ فيهم زيتَ علمهمِ

للخزي لا لتُحلِّي كذْبَ خيرهمِ

هذي جهم ملأى من فلاسفةٍ

وخائفوا اللَه لم يَلووا على ضَرَم

فاحذر وكن عاملاً يا عالماً أبداً

توجَد عظيماً بملك اللَه ذي النعم

واسنِد إلى مريمٍ ما حزتَ من حكمٍ

فالفضل في غيرها في الناس لم يَقُم

لها السلامة في دار السلام على

رب السلام وفيها ملتقى السَلَم

لها عجائب لا تحصى مواقعُها

جليلة القدر والمقدار في الأمم

لها منازل في قلبي منازلها

مشيَّداتٌ على إسٍّ من الكرم

ترى القداسةَ في أعتاب قدرتها

ذكيةَ العَرف والأخلاق والشيم

إن تستجر بحمى أذيال سلطتِها

في موقف الدين تنجُ من أذى النِقم

كأنها الحصن تشتدُّ النفوس به

ما حصنُ بابلَ دع ما عاد للعدم

هي الصراط وباب اللَه مدخلُه

متى يجد بابَها الشيطان ينهزم

هي الشفيعة في الدارين فامض لها

إن لم تجدها فقل يا زلةَ القدم

قرت بها عين مدّاحٍ وخادمِها

إن لم تكوني له البنيانَ ينهدم

شرح ومعاني كلمات قصيدة الله قد خلق الإنسان مرتسما

قصيدة الله قد خلق الإنسان مرتسما لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي