بئس الزمان المرتدي بشرار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بئس الزمان المرتدي بشرار لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة بئس الزمان المرتدي بشرار لـ جرمانوس فرحات

بئس الزمانُ المرتدي بشِرارِ

يتبدَّل الأخيارَ بالأشرارِ

أنَّى تروم الصفو من أكداره

وبنوه قد طبعوا على الأكدار

كم موردٍ هام الفؤاد بورده

وحقيقةُ الإيرادِ بالإصدار

لا تنعمي يا نفس في متوهَّمٍ

كم نعمةٍ آلت إلى الإدبار

كم نعمةٍ سُبِكت فكانت نقمةً

والجار يُستثنى بذنب الجار

هذي دمشق ونارها لي جنةٌ

بعداً لها من جنةٍ في نار

فعلت ولكن قد تناهت مذ علت

في حسنها والنقصُ في الإدبار

كم في دمشق من المناهل شُرَّعاً

لكنَّ شِيبَ زلالُها بِمَرار

كم في دمشق من الرياض نواضراً

لكنْ نواضرُها بلا إسفار

كم في دمشق من الغصون موائساً

لكن خمائلها بلا أزهار

كم في دمشق من الثمار فواكهاً

لكن بغير لذاذة الأثمار

كم في دمشق من القصور منازلاً

لكن منازلها بلا أقمار

كم في سرادقها نجوماً طُلَّعاً

هيهات ليس نجومها بدراري

وخليلها قد خِلتُه كخُلالةٍ

بِخَلالةٍ أو خِلَّةٍ من عار

كم قد طلبتُ مسامراً فوجدته

لكنه في القلب كالمسمار

من كل باغٍ في العناد برأيه ال

معوجِّ قد وافى كوحشٍ ضار

متلوناً متلويّاً فكأنه ال

حرباء والجرباء أو كالنار

كلٌّ يخصُّ لِذاتِه لَذَّاتِهِ

يا من يخص الذات بالأثمار

إني قضيت بها الزمان مروَّعاً

أهوى فأهوي في شفير هار

أيامها سُقِيَت على ظمأٍ أسىً

فكرعنَ لكن من دم الأبرار

مَرَّت ومَرَّت بي مناياها وقد

أوقعنني في جحفلٍ جرّار

زمنٌ بها القلب الأنيس معذبٌ

خلع العذار على الأسى والعار

كاسٍ من الشحناء عاراً مثلما

خلع الحيا عنه فكان العاري

آنستُه فتوحشت أخلاقه

فكأنني برقعت وجهَ نهاري

طارحته أدباً فثار فظاظةً

إن الأصول تصول في المضمار

هنديةٌ في خَلقها زنجيةٌ

في ذوقها عربيةٌ في الثار

حَسَبُ النُهى حَسَبٌ يزيد حسابه

في الضرب من قدرٍ ومن مقدار

لو لم تكن منه العراقي نسبةً

قرويةً ما أعرقت كالقاري

ريحُ الزمان أتت بمثل صفاته

خُلُقُ الزمان عداوة الأحرار

زمنٌ كأُمِّ الكلب ترأمُ جروَها

وتصد عز ولد الهزبر الضاري

شرح ومعاني كلمات قصيدة بئس الزمان المرتدي بشرار

قصيدة بئس الزمان المرتدي بشرار لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي