تراني دوما واللفافة في فمي
أبيات قصيدة تراني دوما واللفافة في فمي لـ فوزي المعلوف

تراني دوماً واللفافة في فمي
تذوب كما ذاب المحب من الوجد
وألثمها لا لثمة الوجد إنما
لماماً كتقبيل الفراشة للورد
فتبعث حولي زفرةً من دخانها
تضوع منها الحب في نفحة الند
فتحسبنا صبين أشكو لها الهوى
وتبعث أنفاس الصبابة عن عمد
وتحسب أسلاك الدخان حيالنا
دخان لظى القلبين يصعد من وفد
فيا لك في قلب المحبين غيرةً
تحول عن العينين ناراً من الحقد
وما أنسى لا أنسى وقوفي أمامها
وفي نفسها شك بصدقي في ودي
فقالت ليهنئك الهوى من لفافة
تعشقتها قبلي وما زلت من بعدي
نحيلة جسمٍ ألبستك نحولها
وصدتك عن وصلي وأعلمتك عن صدي
على بعدها ما كانت تصبر ساعة
وتصبر أياماً طوالاً على بعدي
فدعني إني أكره الشرك في الهوى
وما نالني إلا الذي هام بي وحدي
فلا يسع القلب اثنتين بحبه
وهل يستوي سيفان لو شئت في غمد
فقلت لها مهلاً فما كنت مذنباً
وها أنا باقٍ في هواك على عهدي
أتعروك من هذي اللفافة غيرةً
وما بعدها يشقي ولا قربها يجدي
ولم تله قلبي عن هواك دقيقةً
وإن تك تلهي الزاهدين عن الزهد
ولكنها إن غبت كانت نديمتي
على رغم أن ليست تعيد ولا تبدي
أراك خيالاً في ضباب دخانها
تغلغل من أحلامي البيض في برد
أرى فيه حيناً شكل عينٍ جميلةٍ
وألمس حيناً فيه تكويرة النهد
وإن مضني سهدٌ وطال بي الدجى
وكانت بقربي ما تذمرت من سهدي
وإن قمت أستوحي أمدت قريحتي
فحلفت في جو البيان بلا جهد
يعلمين المنثور نثر دخانها
ويوحي لي المنظوم ما فيه من عقد
وإن تجدي شكّاً بقولي فجربي
بواحدةٍ تمسي وعندك ما عندي
وكان دخانٌ موصلٌ قبلاتنا
على رغم بعد الخد منا عن الخد
سكبنا به الروحين فاعتنقا معاً
يحومان في جو إلى اللَه ممتد
شرح ومعاني كلمات قصيدة تراني دوما واللفافة في فمي
قصيدة تراني دوما واللفافة في فمي لـ فوزي المعلوف وعدد أبياتها أربعة و عشرون.
عن فوزي المعلوف
فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف. شاعر لبناني رقيق، ولد في زحلة، وأتقن الفرنسية كالعربية، عين مديراً لمدرسة المعلمين بدمشق، فأمين سرّ لعميد مدرسة الطب بها. وسافر إلى (البرازيل) سنة 1921م، فنشر فيها قصائده: (سقوط غرناطة) ، و (تأوهات الحب) ، و (شعلة العذاب) ، و (أغاني الأندلس) ، وأخيراً (على بساط الريح) ، وأدركه الأجل في مدينة الريو دي جانيرو (عاصمة البرازيل) .[١]
تعريف فوزي المعلوف في ويكيبيديا
فوزي المعلوف هو شاعر لبناني(ولد في زحلة؛ 21 مايو 1899 توفي (1930) في ريو دي جانيرو/ البرازيل) يمتُّ بنسبه إلى أسرة عريقة في القدم، أنجبت الشعراء والمؤرخين والكتبة والحولاني، والده عيسى إسكندر طه المعلوف العالم المؤرخ والعضو في ثلاثة مجامع علمية، منها المجمع العلمي العربي بدمشق. والدته عفيفة كريمة إبراهيم باشا المعلوف وأخواه شفيق صاحب «ملحمة عبقر» ورياض، وهما شاعران. كان قيصر المعلوف المولود عام 1874 رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية، حين أصدر في سان باولو عام 1898 جريدة عربية باسم «البرازيل». ظهرت عليه علائم العبقرية في سنٍّ مبكرة، فقد بدأ القراءة في الثالثة، وأحسنها في الخامسة، وراسل أباه من زحلة إلى دمشق في الثامنة. درس في الكلية الشرقية بزحلة، ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى بيروت ليتابع دراسته في مدرسة الفرير. اشتغل بالتجارة متنقلاً بين لبنان ودمشق وفي الوقت نفسه كان يكتب في الصحف اللبنانية والسورية والمصرية توفي عام 1930.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ فوزي المعلوف - ويكيبيديا