تنبه دهري من عهود معاهدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنبه دهري من عهود معاهدي لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة تنبه دهري من عهود معاهدي لـ جرمانوس فرحات

تنبه دهري من عهود معاهدي

فأسعدني تذكار تلك المعاهدِ

حللت به في برج سعدٍ كأنني

حللتُ به فوق السهى والفراقدِ

رعى اللَه أياماً حمدت جديدَها

بتجديدها إحسانَ تلك المحامد

وأذكرني من أُنسِها ما نسيتُه

وحاشاي أن أنسى ذمام المساعد

ألا إنما الأيام يحلو ورودها

إذا كان من تهواه حلوَ الموارد

فكل حبيبٍ لا يشوقك قربُه

فلا تذمُمَنْ زمانَه بالتباعد

فأنأى نُفورِ القلب بغضُ أقاربٍ

وأقربُ أنس المرء حبُّّ الأباعد

وما اشتدت الأيام بالهجر شدةً

ولكنها تاقت لمخض الفوائد

بفضل إمام فاضلٍ فوق ما ترى

غدا طارفيَّ المجد من بعد تالدي

أرانا سبيلَ الحق برهانُه الهدى

وقلَّدنا من بعدُ عِقدَ العقائد

له المشترى والشمس والبدر في السما

محلٌّ وفضلٌ واشتياقُ المشاهد

إذا ما سألت المجد أين محله

أجاب بصدقٍ عن يمين وشاهد

أثاناسيُوس فخر الأيمة في الورى

وأفخرُ من يُلقَى له بالمقالد

خليفة رأسِ الرسلِ بطرس إنما

إلى مثله يُعطَى القضا غير فاسد

لقد شرفت حقّاً دمشقُ بأصله

كذا حلبٌ قد شُرِّفَت للتعاضد

وأشرفُ من هذه وتلك رئاسةً

وأسعدُ أنطاكيةٌ في المشاهد

سَميُّك حامَى عن حقيقة بيعةٍ

مقدسةٍ في مصر فعل المجاهد

وأنت بإنطاكيةٍ كنتَ دافعاً

عن الدين قبلاً من عدوٍّ معاند

وأنت سماءٌ فيك أشرق دينُنا

مليّاً وأعشى عينَ ضدٍّ وحاسد

وأنت إمامٌ يا أميناً مجاهداً

لك الحمد من ناءٍ ودانٍ ووافد

وأنت طريق الحق والحق ناطقٌ

بفيك فيدعو للهدى كلَّ شارد

وأنت هو الراعي الحقيقيْ كبطرسٍ

رعيتَ خرافاً في مروج المحامد

فلا الذئب يفسدْها بهرطقةٍ ولا

يدُ الكفر تلطمْها بوصمة جاحد

وأركبتها طِرفَ الشريعة مُسرَجاً

تصول على الأعداء بين الجلامد

وألبستها درع الأمانة سابغاً

وقلدتَها الإنجيل سيفَ المجاهد

فوزناتك اللاتي ربحتَ عدادَها

تبشِّرُنا في كل خيرٍ مساعد

أيا سيداً قدستَ أرضاً حللتَها

كتقديس ربِّ المجدِ أرضَ المواعد

أيا بطركاً لا زال علمك عاملاً

ثمارَ نفوسٍ فوق تلك الموائد

فطوبى طرابلسَ الرفيعِ محلُّها

بكُم حين زرتُم ما لها من معاهد

وطوبى لرهطٍ يخدمون محلَّكم

وطوبى إذا أهديتُكم من قصائدي

تشرَّف نطقي عند مدحي خلالَكم

وأعجزني مقدارُكم في النشائد

بقيتم لنا ذخراً وركناً وملجأً

يقينا سهامَ العار من كل حاقد

فنحن بنوكم يا أبانا فَنَحِّنا

فأحسِنْ بمولدٍ وأعظِمْ بوالد

لكم ملكوت اللَه إرثٌ مؤبَّدٌ

وقد جئتموه من طريقة زاهد

أيا واحداً في الدهر والدهر قائلٌ

رعى اللَه قلبي ثم عيني وواحدي

شرح ومعاني كلمات قصيدة تنبه دهري من عهود معاهدي

قصيدة تنبه دهري من عهود معاهدي لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي