جردت من لدن الإله مهندا
أبيات قصيدة جردت من لدن الإله مهندا لـ تامر الملاط

جَرَّدتَ مِن لدن الإلهِ مُهَنَّدا
وَسَهِرتَ لِلدّينِ العَزيزِ مُسَهَّدا
وَمَشيتَ مشيَةَ خاشِعٍ مُتَواضِعٍ
فَوردتَ مِن هامِ المَجَرَّةِ مَورِدا
وَقَطعتَ ألسنَةَ الوُشاة وَسرتَ في
جَنبِ العَلاءِ مُعَزَزاً وَمُؤَيّدا
وَرَدَدتَ كَيدَ صُدورِهِم لِنُحورِهِم
وَكَذاكَ كَبتُ الحاسِدينَ أَو العِدى
إِنَّ الألى ابتاعوا الضَّلالَةَ بِالهُدى
عَبَثَ الإِلهُ بِجَمعِهِم فَتَبَدَّدوا
فَمَضَوا يَعُضّونَ البَنانَ نَدامَةً
وَلَطالَما اِستَوقَفتهُم مُتَوَدِّدا
وَبَذَلت نُصحكَ في فَسادِ أُمورِهِم
وَسَعَيتَ فيهِم سَعيَ أروعَ أمجَدا
حَتّى إِذا أصلَحتَ شأنَ فَسادِهِم
كَفَروا بِنُعماكَ الَّتي لَن تَجحَدا
فَأُغيظَ فيكَ الدّينُ وَالدُّنيا مَعاً
وَالأَرضُ وَالشَّرفُ المُعَزَّزُ وَالنَّدى
لا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قَد قُلتهُ
عَن غَيرِ مَعرِفَةٍ بِفَضلِكَ أَو هدى
فَلَقَد خبرتَ رِجالَ دَهرِكَ كُلَّهُم
هَلّا ذَكَرتَ لِشاعِرٍ ما أنشَدا
إِن أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
أَو أَنتَ أَكرَمتَ اللَّئيمَ تَمَرَّدا
حَسبوا مناوَأَةَ الرِّجالِ ضَئيلَةً
كَذَبوا فَما عَرَفوا الهمامَ الأَوحَدا
أطمعتَهُم مُستَطرداً حَتّى إِذا
طمعوا طَلعتَ فَكانَ عودُكَ أحمدا
فَأُعيذُ قَدرَك أَن تحطَّ إِلَيهِم
وَأُجِلُّ نَفسَكَ أَن تمدَّ لَهُم يَدا
وَارحَم قُلوبَ الحاسِدينَ بِغَيظِهِم
فَلَأَنتَ أَنتَ جَعَلتَهُم لَكَ حُسَّدا
نَظَروا بِفَضلِك فَاِلتَظَت بِصُدورِهِم
نارٌ أَبَت بِضُلوعِهِم أَن تَخمَدا
فَلَأَنتَ سَيفُ اللَّهِ بَينَ ظُهورِهِم
يفري بِحَدٍّ مِن علاك تجرّدا
وَيلُ امِّ أنصار الفَسادِ أَما دَرَوا
أَنَّ الإِلهَ بِما تَشاءُ تَعَهَّدا
زُكمت بِرائِحَةِ الفَسادِ أنوفهم
ما إِن تشمَّ عَبيرَ طُهرِكَ مَوقِدا
في ذِكرِ يوسُفَ يَومَ مِصرٍ عبرَةٌ
تَذَرُ البَغِيَّ مخذَّلاً بِكَ مُكمَدا
أَو لَو رَأى يَعقوبُ عَصرِك ما جَرى
لَبَكى دَماً تَحتَ التُّرابِ مُعَربدا
قَضَتِ النُّفوسُ بِبُعد أنسكَ وَحشَةً
وَاليَومَ أحييتَ النُّفوسَ مُجَدَّدا
وَهَدَمتَ رُكنَ المارِقينَ مُعَزَّزا
وَسَدَدتَ أفواهَ البُغاةِ مُسَوَّدا
فَالمَجدُ ذرَّ بِيَومِ قُربِكَ طالِعاً
وَالدينُ فيك وَفي قُدومِكَ عيدا
فَعَلَوت حَتّى ما تَرَكتَ لِناظِرٍ
وَبَلَغتَ أدنى ما بَلَغتَ الفَرقَدا
فَلَو اَنَّ خُلدَ الحرّ يُدركُ بِالعُلى
كُنتَ الأَحَقَّ بِأَن تَكونَ مُخَلَّدا
شرح ومعاني كلمات قصيدة جردت من لدن الإله مهندا
قصيدة جردت من لدن الإله مهندا لـ تامر الملاط وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن تامر الملاط
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إده الملقب بالملاط. شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان) ، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.! ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد. ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا. له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب