جرى ظبي ببين الحي فردا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جرى ظبي ببين الحي فردا لـ عبيد بن أيوب العنبري

اقتباس من قصيدة جرى ظبي ببين الحي فردا لـ عبيد بن أيوب العنبري

جَرَى ظَبيٌ بِبَينِ الحَيِّ فرداً

وفاتخةٌ خطوفُ

وقلتُ لصاحبي والقلبُ يَهفو

أتزجر ذي السوانِح أم تَعيفُ

فَقالَ نَعم جَرَينَ بِبَينِ سَلمى

وبَعضُ البَينِ مُنتَعِفٌ شَطُوفُ

كأَنَّ دُموعَ عَيني يومَ بانُوا

جُمانٌ خانَهُ رَسَنٌ ضَعيفُ

كأنَّ حُمُولَهُم يومَ استَقَلُّوا

وعامَ السَّرحُ وانشَمَرَ القطُوفُ

ذُرى عنبٍ سقتهُ العينُ حتّى

لهُ في كلِّ هاجرةٍ رَفيفُ

فقُلتُ لخادِمي عَجِّل بعطوى

فقامَ أخُو مُشايحةٍ خفيفُ

فجاءَ بها مقعقعةً وتعدُو

كأنَّ شِراعَها جَذَعٌ مُنيفُ

تَخبُّ إذا عَلَوتَ بها حَزيزاً

وفي وَعثِ البلادِ لها زَفِيفُ

كصَيخَدَةِ البِطاح أباثَ عنها

وأَبرزَها أخو زَبَدٍ جَرُوفُ

إذا رَعَتِ الزِّمام تَعَجرَفَت بي

كما تَفرِي مُباذِيَةٌ حَلُوفُ

فلمّا أن بَدَت أَظعانُ سَلمَى

ودُونَ كَلامِهم حَنِقٌ أَنُوفُ

وَجَدتُ هَشاشةً ووجدتُّ خَوفاً

ووَقَّرَني يمانيةٌ هَتوفُ

وأبناءٌ لها زُرقٌ خِفافٌ

تمورُ مِن المقاتِلِ أو تجوفُ

وأَبيَضُ يخطفُ الأبدانَ خَطفاً

وقلبٌ لا أَغَمُّ ولا رَجُوفُ

ونِعمَ فتى الطِّعانِ إذا تَثَنَّى

جَبانٌ بالرّوادفِ أو عطوفُ

وحينَ تَدُبُّ غادِيةٌ لأُخرى

وتختلطُ المنيّةُ واللَّفيفُ

فلمّا أَن لَحِقتُ تعرَّضَت لي

مَسَاعِرَةٌ كأَنَّهُمُ السُّيُوفُ

فَقالوا ما دَهاكَ فقُلتُ قومٌ

هُمُ الأعداءُ مِثلُهُم يُخيفُ

أَطالوا ذِكرَكُم فركَضتُ جَهدي

وحمَّلني على الرَّكضِ العَرِيفُ

فَقالوا لا تَرمنا وادنُ مِنّا

فأنتَ لنا الطَّليعةُ والخلُوفُ

فباتُوا جامِعينَ برأسِ قَوزٍ

على وَجَلٍ كأنَّهُمُ كَنيفُ

فباتَت وَهيَ تَضرِبُنا بِطَلٍّ

ورِيحٍ ما تبوخُ لها عَصِيفُ

فلا شخصٌ يحولُ لعينِ سارٍ

ولا أَثَرٌ يبينُ لمَن يقوفُ

فغامَستُ الهَوى وقَضَيتُ دَيني

كأنِّي أيمُ أَتأبةٍ لَطِيفُ

إِذا لقِيَ الغصونَ انسلَّ مِنها

فَلا بَشِعٌ ولا جافٍ رَجُوفُ

فَلَمّا أن دُفِعتُ إِلى ضِناكٍ

وَقَد هَجَعت وقَد مالَ النَّصِيفُ

قَرَعت سِوارَها فتبغَّمَت لي

بصوتٍ لا أَغنُّ ولا وَجُوفُ

تَبَغُّمَ ريمَةٍ تَدعُو غزالاً

بِحيثُ تدافَعُ العَقِدُ الحُقُوفُ

فقالَت والكَرَى في مُقلَتَيها

يَجولُ لَقد تَصَفَّتكَ الحُتوفُ

فَلا تَهلِك ولا نَهلِك وشَمِّر

ولا تأسَف فللدُّنيا صُرُوفُ

فقُلتُ لها أما تجزينَ صَبّاً

بهِ مِن حُبّكُم مرضٌ عَنيفُ

فَقالَت وَهيَ كاذِبةٌ غَرورٌ

ولكِن ليسَ لي قلبٌ عروفُ

عَسى في عَودةٍ إن عُدتَ تَلقى

مُناكَ ورُبَّما يروى الصَّدُوفُ

فقُمتُ إِلى عَذافِرَةٍ فأَضحَت

بِطامِسَةٍ لجنَّتِها عزيفُ

تَرُوعُ ظِباءَها فتصدُّ عنّا

وكلٌّ يُذعَر فإجفِيلٌ خفيفُ

كأنَّ عليهِ أعدالاً وجُلا

وأهداماً تلوحُ لها هَفيفُ

فَما كُدرِيَّةٌ صَدَرَت بِشُربٍ

تُبادِرُ ذا حُوَيصِلَةٍ يهيفُ

بأسرَعَ من قَلُوصي يومَ أَرمي

بِها يَهماءَ لَيسَ بِها رَشيفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جرى ظبي ببين الحي فردا

قصيدة جرى ظبي ببين الحي فردا لـ عبيد بن أيوب العنبري وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن عبيد بن أيوب العنبري

عُبَيد بن أَيوب العَنبَري، من بني العنبر، يكنى أبا المطراب أو أبا المطراد. من شعراء العصر الأموي، كان لصاً حاذقاً، أباح السلطان دمه، وبرئ منه قومه، فهرب في مجاهل الأرض، واستصحب الوحوش وأنس بها وذكرها في أشعاره. وكان يزعم أنه يرافق الغول والسعلاة ويبايت الذئاب والأفاعي.[١]

تعريف عبيد بن أيوب العنبري في ويكيبيديا

عبيد بن أيوب العنبري التميمي من أشهر لصوص العرب في زمانه من بني مالك بن جندب بن العنبر من تميم يكنى أبا المطراد، عاصر الدولة الأموية، والدولة العباسية، جنى جناية فطلبه السلطان وأباح دمه، فهرب في مجاهيل الأرض، وله شعر بلغ ما عثر عليه أكثر من مائتي وثلاثين بيتاً، وذكر في شعره أنه كان يرافق الغول والسعلاة، ويبايت الذئاب والأفاعي، ويأكل مع الظباء والوحش، ومن ذلك قوله:[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي