جلا مذ تجلى أعينا فيك تدمع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جلا مذ تجلى أعينا فيك تدمع لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة جلا مذ تجلى أعينا فيك تدمع لـ جرمانوس فرحات

جلا مذ تجلَّى أعيناً فيك تدمعُ

مسيحٌ بأعلى طوره النورُ يَلمعُ

يريك ذرى الطابور مبنلجَ الضيا

كأن الدراري من أعاليه طُلَّع

وينساب فيه جدولُ النور طامياً

كأن به روضاً به الطرفُ يرتع

نهارٌ سما قدراً بأنواره احتبى

وأنوارُه منها السحائبُ تُقشِع

نصبت له شخصي لكوني مميزاً

بإثمي وتمييزي به ليس يُرفَع

نهارٌ به تُجلَى وجوهُ ذوي الولا

وأعداؤه بالخسر فيه تبرقعوا

على أنها وارت محيَّا جلاله

جُزافاً ولا يغتاظ إلّا المشنِّع

نهارٌ به أبدى المخلِّص ذاتَه

إلهاً على طابوره يتشعشع

يريك الضيا من دونه وهو فوقه

علاءً ونوراً كاملَ الجِرمِ يَسطع

لتعلم من لاهوته عِظْمَ قدره

وتعلم من ناسوته كيف يخضع

نهارٌ به خِيلَ الكسوفُ بشمسه

وهمَّت على أدبارها الزُهر تَرجع

وقالت لقد ذَرَّت شموسٌ بهيةٌ

حَطَمن قروني منه رأسيَ أصلع

نعم إن فيها واضحَ الضوء ساطعاً

ولكنه في العين أسودُ أسفع

وقَصَّر عن إدراكها شوطُ جَريها

ولم يك في تلك القضية يوشَع

نهارٌ به نهرُ المسرَّة زاخرٌ

تجول به الأبرار طوراً وتهجع

أرانا مقاماً للنبيين شامخاً

وأظهر مجداً للعليّين يُمنَع

يجول حَمامُ الأمن حول اَوليائه

بصدحِ هديرٍ قبله ليس يُسمَع

نعيمٌ به ماء الحياة مُدَفَّقٌ

وملكٌ به ثمر المحبة مونع

فمن قبله قلبُ الشجيين شيِّقٌ

ومن بعده كبْدُ الخليين تُصدَع

ترى حاسديه في قلوبٍ ذكيةٍ

وأعينُهم في جنة النور تَرتع

ليصدُقَ فيهم نصُّ من جاء صادقاً

به أنَّ آذاناً لهم ليس تَسمع

ألا يا هضابَ الطور من أَيمَن الحمى

سقتك الغوادي ما يُروِّي وينفع

وقَرَّبَ منكم ما يَزِين اقترابُه

وأبعدَ عنكم ما يَشين ويَفظُع

ولا زال مُرْفَضّاً بجَرعائك الندى

كأن الرياضَ النُضرَ ثوبٌ مُجزَّع

توقَّل في علياكَ شمسٌ منيرةٌ

ولا غروَ أن كانت بأُفْقك تطلع

فهذا مسيح الله والحقُّ واضحٌ

بيوم تجلِّيه الربى تتشعشع

فمعراجه للطور يوضح أنه

إلهٌ له كل الخلائق تَخضع

وشاهدُه صوتٌ أتى من سمائه

لهذا هو ابني ألحبيبُ له اسمعوا

وقد خَصَّ من بين التلاميذ بطرساً

زعيمَهم ذاك الشفيعُ المُشفَّع

ويعقوبُ مع يحيى الحبيبِ الذي سما

برؤياه جهراً وهو في الرُسْل مِصْقَع

فأدهشهم ما قد رأوا من سَنائه

وأذهلهم ذاك الضياء المشعشع

وقد ضربت من فوقه وهو فوقهم

سرادقُ نورٍ وهي بالمجد تَرتَع

وعمَّ ضيا لاهوتِه كلَّ منسكٍ

فها هو من ذاك الشذا يتضوَّع

وليس كنورٍ حاملٍ كلَّ حُجَّةٍ

كما يزعُمُ الغزيُّ وهو المُضيِّع

ولم يَدرِ ذاك الثوبَ ثوباً ممزَّقاً

على أنه بالإفك جَهراً مُرقَّع

فأين ترى نوراً له الرسل قد بغوا

وأين ترى ناراً ضياها مُروِّع

فهاتيك أنوارٌ بها الإبن قائمٌ

وهذي هي النار التي ليس تَنفع

فذاك هو النور الحقيق انبعاثُه

وهذا هو النور الكذوبُ المُصنَّع

لذاك أبان الإبن عن كُنْهِ نوره

ليدحض آراءً علاها التَضَعضُع

كشيعةِ من قد ضلَّ فيه ورأسُهم

غريغوريس وهو العنيد المُشنِّع

بقولهمِ في نور يومٍ به انجلى

ضلالاً هوَ الروحُ المُعَزِّي المُرفَّع

كما كان في يوم العِماد حمامةً

فقد كان في ذا اليوم ضوءاً يُشعشع

فساؤا وقد ضلّوا ضلالاً مفنَّداً

وقد ألَّهوا المخلوقَ جهلاً فلم يعوا

ونحن نقولُ إنَّ هذا الذي يُرى

هُوَ مَجدُ ناسوتٍ ينيرُ ويَلمَع

فلاهوتُهُ المحجوبُ أظهرَ مجدَه

وناسوتُه المحدودُ بالنور يَسطع

مشيراً بتضعيف الطبيعة أنّه

إلهٌ وإنسانٌ ليَخزَى المُشنِّع

فأنصاره لما رأوا كُنهَ ذاته

تَعدّوا كثيف الإنس والإنسُ يَمنَع

وقد لمحوا موسى بنَ عمران قائماً

لديه وإيليّا النبيَّ المُشيَّع

يريد بما أبداه من منظريهما

بأن به حُكمَ الفريقين يُجمَع

فمذ شام شمعون الصفا برقَ نوره

أجاب بصوتٍ كادت الصمُّ تَسمع

إلهي فقد نرضى الإقامةَ هاهنا

وإنِّي بما تُبديه نحويَ طَيِّع

ونَرفَعُ إن تهوى المَظلات عندنا

ثلاثاً يقيكم ظلُّها وهي أوسع

فإذ هو يتعاطى الأماني بكاسها

ويحسو حميّا سؤلِه وهو يَضرع

تغشَّتهمُ من عالم الغيب مُزنةٌ

ومَدَّت عليهم رَفرفاً ليس يُقشَع

فخروا على البطحاء من هول ما رأوا

كأنهمُ من سطوة الوهم هُجَّع

أتاهم يسوعٌ ثم نادى بهم وقد

خَشُوا منه لكن إذ رأوه تشجَّعوا

وعادوا وهم في ضِمنه يُنشدونه

تبارك ربٌّ نحوه الحمدُ يُرفَع

وقد عاجت الأملاكُ من بَعد بُعدِهم

تَذُبُّ عن الطور البهيْ ما يُرَوِّع

سقتك الغوادي سانحاتٍ بوارحاً

ويعبقُ فيك العنبرُ المُتَضوِّع

فهاكَ سلاماً نشرُهُ كلَّ ما بدا

يُعطِّر أنفاسَ الصَبا ويُضوِّع

شرح ومعاني كلمات قصيدة جلا مذ تجلى أعينا فيك تدمع

قصيدة جلا مذ تجلى أعينا فيك تدمع لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها ستون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي