آخر البر على القلوص
يقال ذلك عند آخر العهد بالشيء، وعند انقطاع أثره، وذهاب أمره.وأصله أن كثيف بن زهير التغلبي أغار على بكر بن وائل، فأسره منهم مالك ابن كومة وعمرو بن زبان، فتنازعا فيه، كل يدعى أسره، ثم حكموه، فقال: لولا مالك ألفيت في أهلي، ولولا عمرو لم أوسر ؛ أي كلاهما أسرني.فغضب عمرو، فلطمه، وتركه مالك في يده، فانصرف عمرو به وأخذ منه الفدية وخلاه، فقال كثيف: اللهم إن لم تصب بني زبان بقارعة قبل الحول لم أصل لك أبداً، فخرج بنو زبان وهم سبعة في طلب إبل لهم، ومعهم رجل من غفيلة، يقال له خوتعة، فلما وقعوا قريباً من أرض بني تغلب انطلق خوتعة إلى كثيف، فعرفه خبرهم، فخرج حتى لحقهم، فقال له عمرو: إن في وجهي وفاء من وجهك، فخذ لطمتك مني، ولا تشب الحرب بين بني أبيك وقد أطفأها الله ؛ فأبى وضرب أعناقهم، وجعل رءوسهم في جوالق، وعلقه في عنق ناقة لهم، يقال لها الدهيم، فلما رآها أبوهم قال: أظن بني أصابوا بيض نعام، ثم أهوى بيده في الجوالق، فإذا رءوس بنيه، فقال: 'آخر البز على القلوص' ؛ أي هم آخر المتاع، وهذا آخر عهدهم، فذهبت مثلاً.وقال الناس: ' أثقل من حمل الدهيم' و 'أشأم من خوتعة'.والبز: متاع البيت من الثياب خاصة، وقال الراجز:
أحسن بيت أهراً وبزاً
يقال: بيت حسن الظهرة والأهرة، إذا كان حسن الهيئة والمتاع.