آكل لحمي ولا أدعه لآكل
يضرب مثلا للرجل يصيب نفسه وعشيرته بالمكروه، ويأبى أن يصيبهم به غيره.والمثل للعيار بن عبد الله الضبي، وكان وفد إلى النعمان بن المنذر فأنشده
لا أذبح النازي الشبوب ولا
أسلخ يوم المقامة العنقا
لا آكل القت في الشتاء ولا
أخيط ثوبي إذا هو انخرقا
القت: حب أسود من ثمر العشب، تطبخه العرب، وتأكله في الجدب - فقال له ضرار بن عمرو بعد ذلك: لو ذبحت لنا هذا التيس - لتيس عندهم - وسلخته لشكرناك، ففعل، فأخبر ضرار النعمان بذلك، فأحضره وأنشدوا البيت، فضحك منه.وكان ضرار بن عمرو أعرج، فعمد العيار إلى حلته فلبسها وخرج يتعارج، حتى إذا صار إزاء النعمان قعد يتغوط، فغضب النعمان على ضرار، ومنعه حضور طعامه، حتى حلف أنه مافعل، ولكن العيار كاده، فارتفع بينهما الكلام حتى تشاتما، ثم وقع بين ضرار وبن أبي مرحب اليربوعي كلام، فقال أبو مرحب من ضرار، فرد عليه العيار، فقال له النعمان: أتذب عن ضرار وقد فعل ما فعل، وقلت فيه ما قلت ! فقال: فأرسلها مثلا، فقال له النعمان: 'لا تعدم من ابن عم نصراً'.وقيل لرجل: ما تقول في ابن العم ؟ فقال: عدوك وعدو عدوك.ونحو المثل قول الممزق:
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل
وإلا فأدركني ولما أمزق