آكل من حوت
لبلعه الأشياء من غير مضغ، وإنما يسرع الشبع مع المضغ، ويبطئ مع البلع من غير مضغ ؛ فالماضغ يشبعه القليل، والبالع لا يشبعه الكثير، هكذا سبيل الماء في الرشف والعب، قال صاحب كتاب الحيوان القديم: الحوت وجميع السمك يأكل ولا يشرب ؛ وإذا حصل الماء في جوف شيء منها قتله.وأظن رؤبة سمع ذلك، فقال:
والحوت لا يرويه شيء يلهمه
يصبح ظمآن وفي البحر فمه
وقد يقال: أروى من حوت وإن كان لا يشرب ؛ لأنه لا يحتاج إلى الشرب، كما يقال: أروى من ضب وهو لا يشرب أبداً.