أبلغ من سحبان
وهو رجل من باهلة، وهو سحبان بن زفر بن إياس بن عبد شمس بن الأجب، دخل على معاوية وعنده خطباء القبائل، فلما رأوه خرجوا، لعلمهم بقصورهم عنه، فقال:
لقد علم الحي اليمانون أنني
إذا قلت أما بعد أني خطيبها
فقال له معاوية: اخطب، فقال: انظروا إلى عصاً تقيم من أودى، فقالوا: وما تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين ؟ فقال: وما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه ! فأخذها، فتكلم من الظهر إلى أن فاتت صلاة العصر، ما تنحنح، ولا سعل، ولا توقف، ولا ابتدأ في معنى فخرج عنه وقد بقيت عليه بقية فيه، ولا مال عن الجنس الذي يخطب فيه، فقال معاوية: الصلاة، فقال: الصلاة أمامك، ألسنا في تحميد وتمجيد، وعظة وتنبيه، وتذكير ووعد ووعيد ! فقال معاوية: أنت أخطب العرب، قال: أو العرب وحدها ! بل أخطب الجن والإنس.قال: أنت كذلك.