أحبب حبيبك هوناً ما
عسى أن يكون بغيضك يوماً ماالمثل لأمير المؤمنين علي عليه السلام.هوناً: أي قصداً غير إفراط. أخبرنا أبو أحمد، عن الجوهري، عن عمرو بن فلان، عن عبد الله بن عمرو، عن زيد بن أنيسة، عن محمد بن عبيد الله الأنصاري، عن أبيه، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول مراراً: اللهم إني أبرأ إليك من قتلة عثمان، وإني أرجو أن يصيبني وعثمان قول الله: 'ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين' قال: ورأيت علياً في داره يوم أصيب عثمان، فقال: ما وراءك ؟ قلت: شر، قتل عثمان.فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال: ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما. وقال النمر بن تولب:
وأحبب حبيبك حباً رويداً
لئلا يعولك أن تصرما
وأبغض بغيضك بغضاً رويداً
إذا أنت حاولت أن تحكما
ومن جيد ما قيل في هذا المعنى قول بعضهم: لا تكن مكثراً، ثم تكون مقلاً، فيعرف سرفك في الإكثار، وجفاؤك في الإقلال.ومنه قول عمر رضي الله عنه: لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا.