أشبه امرأً بعض بزه

يضرب الاول مثلا للرجل يخطئ السمع فيسيء الاجابة.والجابة اسم ؛ مثل الطاعة والطاقة والاجابة: المصدر ؛ مثل الاطاعة والاطاقة. قالوا: والمثل لسهيل بن عمرو، وكان له ابن مضعوف فرآه إنسان فقال له: أين أمك.؟ أي قصدك.فظن أنه يسأله عن أمه، فقال: ذهبت تطحن، فقال سهيل: أساء سمعاً فأساء جابة، فذهبت مثلا.فلما صار إلى زوجته أخبرها بما قال ابنها ؛ فقالت: إنك تبغضه، فقال: ، فأرسلها مثلا. والصحيح أن هذا المثل لذي الاصبع العدواني، وسيجئ خبره في الباب الحادي عشر إن شاء الله. وأنشدنا أبو علي الحسن بن علي بن أبي حفص في الجابة:
وما من تهتفين به لنصر
بأسرع جابةً لك من هديل
وقصة الهديل أكذوبة من أكاذيب العرب ؛ زعموا أن الهديل فرخ كان على عهد نوح فصاده جارح، فما من حمامة إلا وهي تبكيه وتدعوه فلا يجيبها ؛ فيقول: إن دعاءك من تدعوه لنصرك لا يجاب، كدعاء الحمام الهديل.ونحوه قول الاخر:
فإن تك قيس قدمنك لنصرها
فقد هلكت قيس وذل نصيرها