أشكر من كلب

كما قيل: أصح رعايةً من كلب وأحسن حفاظاً من كلب.قال صاحب المنطق: من خصال الكلب حبه لمن أحسن إليه، وطاعته له، وحفظه إياه طبعاً من غير تكلف، واقتفاؤه للآثار، ومعرفته إذا شم البول أنه بوله أو بول غيره، ومن طاعته الترضي والبصبصة والبشاشة إلى من عرفه.ورأى محمد بن حرب العتابي ينادم كلباً، يشرب كأساً، ويولغه كأساً، فقيل له في ذلك، فقال: إنه يكف عني أذاه، ويمنعني أذى سواه، ويستكثر قليلي، ويحفظ مبيتي ومقيلي، وهو من بين الحيوان خليلي، فقال ابن حرب: فتمنيت أن أكون كلباً له، لأحوز هذا النعت منه.