جمهرة الأمثال/أصيد القنفذ أم لقطة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أصيد القنفذ أم لقطة

أصيد القنفذ أم لقطة - جمهرة الأمثال

يقال ذلك للأمر لا يدرى من أي الصنفين هو، واللقطة: ما التقطته فاحتجت إلى تعريفه، ومن أمثالهم في القنفذ قولهم: بات بليلة أنقد إذا لم ينم ليلته، وبات يسري.والأنقد: القنفذ ؛ لأن القنفذ لا ينام الليل، قال الشاعر:

كقنفذ الرمل لا تخفى مدارجه

خب إذا نام ليل الناس لم ينم

ويشبه به النمام لخبثه، واضطرا به في ليله، قال عبدة بن الطبيب:

قوم إذا دمس الظلام عليهم

حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع

يضرب مثلاً للرجل يأتي الخطأ على بصيرة، وتمثل به علي رضي الله عنه.أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن ابن جعفر، عن المدائني، عن جماعة ذكرهم قالوا: قال عمرو بن العاص لمعاوية في بعض أيام صفين: ألا أدعو علياً إلى المبارزة ؟ قال: لا تفعل، فإنه ما بارزه أحد إلا قتله، فبرز له رجل يقال له عروة من أهل دمشق فقال: يا أبا حسن، قد كره معاوية وعمرو مبارزتك فهلم، فقال لقنبر: دونكه، فبرز له قنبر فقتله، فقال علي: أما إنه لقد أصبح من النادمين. وبارز عبد الرحمن بن محرز الكندي رجلاً من أهل الشام، فقتله عبد الرحمن، ونزل فسلبه، وإذا المقتول حبشي، فقال: إنا لله ! لمن عرضت نفسي ؟ وحلف لا يبارز أحداً حتى يعرفه.وقتل قيس بن جلان الكندي رجلاً من عك، فقال:

لقد علمت عك بصفين أننا

إذا التقت الخيلان قطعتها شزرا

ونحمل رايات الحقوق بحقها

فنوردها بيضاً ونصدرها حمرا

فقال عنمة بن زهير الأنصاري لعلي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، سمعت عمرو بن العاص يقول:

أضربكم ولا أرى أبا حسن

كفى بهذا حزناً من الحزن

فقال علي: لقد ترك مكاني وهو يعرفه، ولكنه كما قال الأول: أبعد الوهي ترقعين وأنت مبصرة !

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي