جمهرة الأمثال/أعدى من الشنفرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أعدى من الشنفرى

أعدى من الشنفرى - جمهرة الأمثال

من العدو، ومن حديثه أنه خرج مع تأبط شراً وعمرو بن براقٍ، فأغاروا على بجيلة، فوجدوا لهم رصداً على الماء، فقال تأبط شراً: إنى لأسمع وجيب قلوب القوم على الماء، فقالوا: إن قلبك يجب، فقال: والله ما يجب وما كان وجاباً، فورد الشنفرى، فتركوه حتى شرب ورجع، ثم ذهب ابن براق فشرب ورجع، فقال تأبط شراً للشنفرى: إذا وردت فإنهم يأسروننى، فاهرب فكن في أصل ذلك القرن، فإذا سمعتنى أقول: خذوا خذوا فتعال فأطلقنى، وقال لابن براق: إنى آمرك أن تستأسر للقوم، فلا تنأ عنهم، ولا تمكنهم من نفسك، ثم ورد فشدوا عليه وأخذوه، فقال لهم: هل لكم أن تياسرونا في الفداء، ويستأسر لكم ابن براق ؟ قالوا: نعم، فقال: يا ابن براق، تعرف ما بيننا وبين أهلك فاستأسر يياسرونا في الفداء، قال: لا والله حتى: أروض نفسى شوطاً أو شوطين، فجعل يستن نحو الجبل ويرجع، حتى إذا رأوا أنه قد أعيا اتبعوه، ونادى تأبط شراً: خذوا خذوا، فخالف الشنفرى إلى تأبط شراً، فقطع وثاقه فقام، وقال: يا معشر بجيلة، والله لأعدون عدواً ينسيكم عدو ابن براق، ثم أحضر وقال:

ليلة صاحوا وأغروا بى كلابهم

بالعيكتين لدي معدى ابن براق

كأنما حثحثوا حصا قوادمه

أو أم خشفٍ بذي شفٍ وطباق

لا شىء أسرع منى غير ذي عذرٍ

وذي جناحٍ بجنب الريد خفاق

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي