أكلت يوم أكل الثور الاسود
يضرب مثلا للرجل فقد ناصره، فلحقه الضيم من عدوه.وهو من أمثال كليلة، وتمثل به علي عليه السلام حين اختلف عليه، وعنى قتل عثمان رضي الله عنه. وأصله فيما ذكر صاحب كليلة أن ثورين: أسود وأبيض، كانا في بعض المروج، فكان الاسد إذا قصدهما تعاونا عليه فرداه، فخلا يوماً بالابيض، وقال له: إن خليتني فأكلت الاسود خلا لك مرعاك، وأعطيك عهداً ألا أطور بك، فخلاه والاسود، فأكله، ثم عطف عليه فافترسه، فقال: إنما ، وتخاذل القوم فيما بينهم من أمارات شؤمهم ودلائل شقائهم. ولما حضرت قيس بن عاصم الوفاة أحضر بنيه فقال لهم: ليأتني كل واحد منكم بعود، فاجتمع عنده عيدان، فجمعها وشدها وقال: اكسروها، فلم يطيقوا ذلك، ثم فرقها فكسروها، فقال: هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم، ثم أنشدهم لنفسه:
بصلاح ذات البين طول بقائكم
إن مد في عمري وإن لم يمدد
حتى تلين جلودكم وقلوبكم
لمسود منكم وغير مسود
إن القداح إذا جمعن فأمها
فالكسر ذو حنق وبطش أيد
عزت فلم تكسر وإن هي بددت
فالوهن والتكسير للمتبدد