جمهرة الأمثال/إنما يعاتب الاديم ذو البشرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إنما يعاتب الاديم ذو البشرة

إنما يعاتب الاديم ذو البشرة - جمهرة الأمثال

معناه: إنما يراجع من تصلح مراجعته، ويعاتب من الاخوان من لا يحمله العتاب على اللجاج فيما كره منه، وعوتب من أجله.وأصله أن الجلد إذا لم نصلحه الدبغة الاولى أعيد في الدباغ إن كان ذا قوة ومسكة، وترك إن كان ضعيفاً، لئلا يزيد ضعفاً.وأصل البشرة: ظاهر الجلد.والادمة: باطنه.وعلى حسب ذلك يقول الشاعر:

وليس عتاب الناس للمرء نافعاً

إذا لم يكن للمرء لب يعاتبه

وقد مدح العتاب وذم ؛ فالمدح قولهم:

ويبقى الود ما بقي العتاب

والذم قولهم: العتاب يبعث على التجني، والتجني أخو المحاجة، والمحاجة أخت العداوة، والعداوة أم القطيعة. وقال آخر: العتاب رسول الفرقة، وداعي القلى، وسبب السلوان، وباعث الهجران. وقال بعض الاوائل: سبيل من يأخذ على أيدي الاحداث ألا يكدهم بالتوبيخ، لئلا يضطروا إلى القحة. وقال آخر: العتاب داعية الاجتناب ؛ فإذا انبسطت المعاتبة انقبضت المصاحبة. وقال غيره: حرك إخوانك ببعض العتاب، لئلا يستعذبوا أخلاقك، واغض عن بعض ما تنكر لئلا يوحشهم إلحاحك، وهذا أقصد ما قيل في هذا المعنى. وكتبت إلى بعض الاخوان: العتاب مقدمة القطيعة، وطليعة الفرقة ؛ فتجنبه قبل أن يجنبك حظك من السرور برؤية أحبائك، وانتقل عنه قبل أن ينتقل بك عن مقر غبطتك بمشاهدة أودائك، وإن لم تجد منه بداً فافتصد فيه، ولا تكثر منه ؛ فإن الكثير من المحبوب مملول فكيف من المكروه، والافتصاد في المحمود ممدوح فكيف المذموم !

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي