جمهرة الأمثال/استغنت التفة عن الرفة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

استغنت التفة عن الرفة

استغنت التفة عن الرفة - جمهرة الأمثال

التفة: السبع الذي يقال له عناق الأرض، بالتثقيل والتخفيف، والرفة: التبن، وقيل: دقاق التبن، بالتثقيل والتخفيف أيضاً، فمن خفف قال: أصله رفهة والمعنى: أن التفة سبع يقتات اللحم، فهي مستغنية عن التبن.يضرب مثلاً للرجل يستغني عن الشيء فلا يحتاج إليه أصلاً. 220 قولهم: إن كنت بي تشد أزرك فأرخهمعناه: إن كنت تعتمد علي في حاجتك حرمتها، ومثله قول الراجز:

مثل حماس وأبي كوألل

ومن يكونا حامليه يرجل

وقال غيره:

ومن تكن أنت راعيه فقد هلكا

ويقال: فلان شد أزر فلان، إذا أعانه وقواه، وفي القرآن: 'اشدد به أزري'، وفيه: فآزره وأصله من الإزار. 221 قولهم: اسر وقمر لكيضرب مثلاً في اغتنام الفرصة، يقول: اغتنم ضوء القمر، فسر فيه قبل أن يغيب فتخبط الظلمة. 222 قولهم: ابدأهم بالصراخ يفروايضرب مثلاً للرجل يسئ إلى صاحبه، فيتخوف اللائمة من الناس، فيبدؤهم بالشكاية والتجني، ليكفوا عن لومه.والصراخ: رفع الصوت من الجزع، والصارخ: المغيث والمستغيث، وذلك أن كل واحد منهما يصرخ بصاحبه، هذا بالدعاء وذاك بالإجابة.قال سلامة بن جندل:

إنا إذا ما أتانا صارخ فزع

كانت إجابته قرع الظنابيب

يعني المستغيث، ويدل على ذلك قوله فزع وقال غيره:

وكانوا مهلكي الأبناء لولا

تداركهم بصارخة شفيق

فهذا هو المغيث، ويقال: استصرخت فلاناً فأصرخني، أي استغثته فأغاثني، ويقال: سمعت الصرخة الأولى، يعني الأذان. 223 قولهم: احلب واشربهكذا رواه بعضهم، قال: و يضرب مثلاً للشيء يمنع، وروي: ليس كل أوان أحلب وأشرب وهو الصحيح، و يضرب مثلاً للمنع، يقول: لست أجد كل أوان حلوبةً أحلبها وأشرب لبنها، فليس ينبغي أن أضيعها، وهو مثل قول المحدث:

فليس في كل يوم ينجح الطلب

وقال الشاعر:

يقولون إن العام أخلف نوءه

وما كل عام روضة وغدير

224 قولهم: إمعة وإمرةيقال: رجل إمعة وإمرة، إذا لم يكن له رأي يعتمد، فهو يتبع كلاً على رأيه.وأصل الإمرة من ولد الضأن ؛ يقال إذا قل مال الرجل: ماله إمر ولا إمرة وإنما شبه بها الرجل الذي لا رأي له، المتبع لغيره في الرأي ؛ لأنها تتبع مقدماتها في السعي، فلو سقطت إحداهن في جرف سقطت معها، وهذا معنى قول الأعرابي: وأمر مغويتهن يتبعن، وسنذكره بعد إن شاء الله تعالى.والإمر: الرجل الضعيف أيضاً.قال امرؤ القيس بن مالك الحميري:

ولست بذي رثية إمر

إذا قيد مستكرهاً أصحبا

أصحب، إذا أطاع ولم يمتنع، هذا قول بعضهم، وقال غيره: رجل إمع، وامرأة إمعة: إذا لم يكن له رأي، فهو يتبع الناس على رأيهم، ورجل إمر، ضعيف.وقال ابن مسعود: لا يكونن أحدكم إمعة، وهذا هو الصحيح عندي. 225 قولهم: أصبح ليليقال ذلك لليلة الشديدة، ومنه قول الشاعر:

فبات يقول أصبح ليل حتى

تجلى عن صريمته الظلام

وأصله أن امرأ القيس بن حجر تزوج امرأةً ففركته، وكان مفركاً تبغضه النساء، وكانت أمه ماتت في صغره، فأرضعه أهله بلبن كلبة، فكانت ريحه إذا عرق ريح الكلب ؛ هكذا زعموا، فكرهت امرأته مكانه من ليلته، فجعلت تقول: يا خير الفتيان أصبحت، فيرفع رأسه فيرى الليل على حاله، فينام، فتقول المرأة: أصبح ليل، فلما أكثرت قال: ما تكرهين مني ؟ قالت: أكره منك أنك خفيف العجز، ثقيل الصدر، سريع الهراقة، بطئ الإفافة، وأن ريحك إذا عرقت ريح كلب، فطلقها. 226 قولهم: ألقى عليه يديه الأزلم الجذعأي هلك، وذهب أمره، وأنشد:

إني أرى لك أكلاً لا يقوم به

من الأكولة إلا الأزلم الجذع

والأزلم الجذع: الدهر، وقال ابن الزبير:

وإلا فأسلمهم إلي أدعهم

على جذع من حادث الدهر أزلما

وقال آخر:

إني أخاف عليه الأزلم الجذعا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي