جمهرة الأمثال/استه أضيق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

استه أضيق

استه أضيق - جمهرة الأمثال

يقال ذلك للرجل يخبر عنه بالأمر الجليل لا يبلغه قدره 'ولا يكون له عليه قدره'. والمثل لمهلهل ؛ قاله حين أخبر أن جساساً قتل كليباً، وكان كليب سيد ربيعة، وأعز أهل زمانه، فكان الناس لا يسقون ولا يرعون إلا ما فضل كليب، وكان يقول: أجرت وحش أرض كذا فلا يصاد، فقيل: 'أعز من كليب' فوردت ناقة لخالة جساس بن مرة مع إبل كليب، وكانت عطشى فأسرعت إلى الماء، فرماها كليب في ضرعها، فركب جساس حتى أتى كليباً وقتله، ثم رجع فمر على مهلهل وهمام بن مرة أخي جساس، وهما يضربان بالقداح وقيل: يشربان فقال همام: لقد جاء جساس بسوءة، والله ما رأيت فخذه خارجة قبل اليوم قط، فلما دنا من همام أخبره الخبر، فتغير وجهه، فقال مهلهل ما شأنك ؟ وكان كل واحد منهما لا يكاتم صاحبه، فقال: إنه ذكر أنه قتل أخاك كليباً، فقال: 'استه ضيق'، ثم عرف صحة الخبر، فدعا قومه إلى الطلب بدمه، فنشبت الحرب بين بكر وتغلب، واعتزلها الحارث بن عباد، حتى قتل مهلهل ابن بجيراً، وقال: هذا بشع كليب، فقال الحارث:

قرباً مربط النعامة مني

لقحت حرب وائل عن حيال

قرباً مربط النعامة مني

إن قتل الكريم بالشسع غالي

قرباها فإن كفى رهن

أن تزول الجبال قبل الرجال

لم أكن من جناتها عل الل

ه وإني بحرها اليوم صالي

فقاتلهم، وأسر مهلهلاً والحارث بن عباد ما يعرفه، فقال: والله لتدلني على مهلهل أو لأضربن عنقك، فقال له: فإذا دللتك عليه فأنا آمن ؟ قال: نعم، فتوثق منه، ثم قال: أنا مهلهل، فقال: أولى لك ! وخلاه، وقال:

لهف نفسي على عدي وقد أش

عر للحرب واحتوته اليدان

فارس يضرب الكتيبة بالسي

ف وتسمو أمامه العينان

ليت شعري هل أظفرن بأخرى

مثلها مرة بغير أمان !

وكانت الحرب بينهم أربعين سنة، حتى قتل جساس وأخوه همام بن مرة، قتله ناشرة، وكان غلاماً منبوذاً يذكر أنه من بني تغلب، فالتقطه همام، فلما التقوا يوم القصيبات جعل همام يقاتل، فإذا عطش جاء إلى قربة، يشرب منها، ويضع عنزته، فوجد ناشرة منه غفلة، فشد عليه بالعنزة فقتله، فقال شاعرهم:

لقد عيل الأيتام طعنة ناشره

أناشر لا زالت يمينك آشره

أي مأشورة مقطوعة بالمنشار ؛ ثم لحق مهلهل باليمن، فهلك بها، وقيل: بل رجع إلى الجزيرة، ثم هلك.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي