جمهرة الأمثال/است البائن أعلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

است البائن أعلم

است البائن أعلم - جمهرة الأمثال

يضرب مثلا للرجل يفعل الفعل على علم، ويأتي الأمر على بصيرة.وأصله أن إبلاً لأبي طماح عمرو بن قعين شردت، فوقعت في بلاد بني عوف بن سعد، فركب منقذ بن الطماح، فأناخ إلى كسر بيت عظيم، وفيه شاب جميل مضاجع لربة البيت، قد غلبته عينه ؛ قال: فلم ألبث أن راح الشاء ثم الإبل، ومعها رجل على فرس، فصهل الفرس فارتاحت الخيل، وقامت العبيد، فعرفت أنه رب البيت، وأن الفتى المضاجع للمرأة ليس منها في شيء، فدخلت البيت، فاحتملت الفتى وأخرجته من وراء البيت، فاستيقظ وقال: قد أنعمت علي فمن أنت ؟ قلت: منقذ بن الطماح، قال: في الإبل جئت ؟ قلت: نعم، قال: أدركت فامكث ليلتك هذه عند صاحب رحلك، فإذا أصبحت فائت ذلك العلم الذي ترى، فقف عليه، وناد: يا صباحاه ! فإذا اجتمع الناس فإني سآتيك على فرس ذنوب بين بردين مترجلاً، فأعرض لك الفرس، فثب خلفي، وناد: يا حار يا حار المخاض، فإذا هو الحارث بن ظالم ؛ ففعلت ما قال، وحولت رحلي إليه، فمكثت أياماً لا يصنع شيئاً، ثم قال لي: سبني تغضب عشيرتي، قلت: لا أفعل، قال: فقل قولاً يعذرني به قومي، فمكثت حتى وردت النعم، وجعلت أسقي وأرتجز، وكان في إبلي ناقة يقال لها اللفاع، فقلت:

إني سمعت رنة اللفاع

في النعم المقسم الأوزاع

لا تؤكلي العام ولا تضاعي

ذلك راعيك ونعم الراعي

منتطقاً بصارم قطاع

يشقى به مجامع الصداع

فاخترط الحارث سيفه، وقال:

هل يخرجن ذودك ضرب تشذيب

ونسب في الحي غير مأشوب

هذا أواني وأوان المعلوب

يعني سيفه، ثم نادى في الحي: من كان عنده من هذه الإبل شيء فلا يصدره، فردت كلها إلا اللفاع، فانطلق وانطلقت معه نطوف عليها، فوجدناها مع رجلين يحتلبانها، فقال الحارث: خليا عنها فليست لكما، فقال المستعلي: بل هي لنا، فضرط البائن والبائن: الذي يحلب من الشق الأيمن، والمستعلي: الذي يحلب من الشق الأيسر فقال الحارث: فأرسلت مثلاً ؛ وردت إلى منقذ، فانصرف بها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي