جمهرة الأمثال/است لم تعود المجمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

است لم تعود المجمر

است لم تعود المجمر - جمهرة الأمثال

يضرب مثلاً للرجل يأتي ما لا يليق به، ولا يبالي.والمثل لحاتم الطائي، وحديثه أن ماوية بنت عفزر كانت ملكةً لا تتزوج إلا من أرادت، فبعثت غلماناً لها ليأتوها بأوسم من يجدونه بالحيرة فجاءوها بحاتم، فقالت له: استقدم إلى الفراش، فقال: لا، حتى يحضر صاحبان لي، قالت: فاستدخل المجمر، قال: ؛ فسقته خمراً، فجعل يهريقها بالباب وهي لا تراه تحت الليل، فلما أعياها أمره أمرته أن ينطلق فيأتيها بصاحبيه، فقال لهما: أتكونان عبدين لابنة عفزر ترعيان لها أحب إليكما أم تقتلكما ؟ قالا: كل هذا نقصه، وبعض الشر أهون من بعض، أي نتبع أثره إن أقمنا بالحيرة، فقال: النجاء ! فمضوا، وقال:

أيا أخوينا من جديلة إنما

تسامان خسفاً مستبيناً فبكرا

وإني لمزجاء المطي على الوجى

وما أنا من خلانك ابنة عفزرا

رأتني كأشلاء اللجام ولن ترى

أخا الحرب إلا ساهم الوجه أغبرا

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها

وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا

ثم اشتاقها، فجاء يخطبها هو وزيد الخيل، وأوس بن حارثة بن لأم، فقالت لهم: ليصف كل إنسان منكم نفسه، فقال زيد: أنا زيد الخيل، تفخر بي طيئ على العرب، ولي مرباع كل غنيمة، وغزوت ثلاثاً وسبعين غزوة، لم تثكل فيها طائية ولداً، ولم تفجع فيها بحليل، ولم أخب في شيء منها، ثم إني لم أرد سائلاً، ولم ألاج جاهلاً، ولم أنطق باطلاً، ولم أبت على وغم.فقال أوس: أول ما أخذت من لحيتي قامت سعدى فالتقطت كل شعرة سقطت منها، فأعتقت بها نسمة من معد.فقال حاتم: أنهبت مالي ثلاث عشرة مرة، وأحلت لي طيئ أموالها آخذ ما شئت، وأدع ما شئت.قالت: هاتوا بذلك شعراً، فقال كل واحد منهم قصيدةً يمدح بها نفسه، فقالت: أما أنت يا زيد فرجل قد وترت العرب، فمقام الحرة معك قليل، وأما أنت يا أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول عليهن شديد، وأما أنت يا حاتم فرجل قريب المنتسب، كريم المنصب، وقد تزوجتك ورضيتك.فتزوجها. وقيل: إن حاتماً جاءها، وعندها النابغة الذبياني، ورجل من النبيت، يخطبانها، فأهدت إلى كل واحد منهم جزوراً، فنحروها، فلبست ثياباً رثة وجاءت تستطعمهم، فأعطاها النابغة ذنب الجزور، والنبيتي عظام ظهرها، وحاتم سنامها، فلما اجتمعوا عندها أمرت بإخراج ما أعطوها، ووضعته بين أيديهم، فلما رأى النابغة والنبيتي ذلك خجلا وانصرفا، فتزوجت حاتماً.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي