جمهرة الأمثال/اسع بجد أو دع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

اسع بجد أو دع

اسع بجد أو دع - جمهرة الأمثال

يقول: إن طلبت فاطلب بجد، وإلا فدع، فإنه لا يغني عنك الكد مع عدم الجد.والجد: الحظ من الخير يجعله الله للعبد ؛ ومنه قول الشاعر:

تقلبت إن كان التقلب نافعي

وبالجد يسعى المرء لا بالتقلب

ونحوه قول الحارث بن حلزة:

فعش بجد لا يضر

ك النوك ما أعطيت جداً

فضعي قناعك إن رأي

ت الدهر قد أفنى معدا

أي ضعي قناعك فقد ذهب من يستحي منه. وروى بعضهم أنه رأى العتابي على حمار خير من مائة دينار، وبيده جزرة يأكلها، فقال له: ما هذا ؟ فقال: إذا ذهب من ترجوه فالناس أقل من النقد ؛ وقلت في نحو ذلك:

غضبوا عليك فخلهم

من لا يعلك فلا يهلكا

وقال الآخر:

عش بجد ولا يضرنك نوك

إنما عيش من ترى بالجدود

وقلت:

إذا قمت في أمر وجدك قاعد

فلست لعمر الله فيه بقائم

يضرب مثلا للرجل يجتمع له أسباب الغلبة والقهر، وهو مغلوب مقهور.والمثل لسليك بن سلكة التميمي، وذلك أنه افتقر مرة، فخرج على رجليه رجاء أن يصيب غرة إنسان، فيذهب بماله ؛ فبينا هو نائم في ليلة مقمرة جثم عليه رجل وقال له: استأسر، فقال له سليك: 'الليل طويل وأنت مقمر' فذهبت مثلا، ثم ضمه سليك ضمة ضرط منه وهو فوقه، فقال: 'أضرطاً وأنت الأعلى ! ' فذهبت مثلا، وإذا الرجل في مثل حاله، فاصطحبا وانضاف إليهما آخر حاله كحالهما، فمروا بالجوف - وهو واد - فرأوه ملآن من النعم، فأتى سليك الرعاء فسألهم عن الحي، فإذا هم خلوف بعيد مكانهم، فقال: ألا أغنيكم ؟ قالوا: بلى، فرفع عقيرته وقال:

يا صاحبي ألا لاحى في الوادي

إلا عبيد وآم بين أذواد

أتنظران قليلا ريث غفلتهم

أم تعدوان فإن الريح للعادي !

وطردوا الإبل، فذهبوا بها. والريح: القوة والغلبة، وفي القرآن: 'وتذهب ريحكم' ؛ أي قوتكم

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي