جمهرة الأمثال/الحديث ذو شجون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحديث ذو شجون

الحديث ذو شجون - جمهرة الأمثال

وهو على حسب ما تقول العامة: الحديث يجر بعضه بعضاً.والمثل لضبة بن أد ؛ أخبرنا أبو القاسم الكاغدي، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن ابن الأعرابي، قال: قال المفضل: كان لضبة بن أد ابنان، يقال لأحدهما سعد والآخر سعيد، فخرجا في كلب إبل له، فلحقها سعد فرجع بها، ولم يرجع سعيد، وكان ضبة يقول إذا رأى شخصاً تحت الليل مقبلاً: أسعد أم سعيد ؟ فذهبت مثلاً في مثل قولهم: أنجح أم خيبة، أخير أم شر، ثم خرج ضبة يسير في الأشهر الحرم ومعه الحارث بن كعب، فمرا على سرحة، فقال الحارث: لقيت بهذا المكان شاباً من صفته كذا، فقتلته، وأخذت برداً كان عليه وسيفاً، فقال ضبة: أرني السيف، فأراه، فإذا هو سيف سعيد، فقال ضبة: معناه: أن الحديث له شعب، وشجون الوادي: شعبه، ويقال: لي بمكان كذا شجن، أي حاجة وهوىً، وقيل: يضرب مثلاً للرجل يكون في أمر فيأتي أمر آخر فيشغله عنه فقتل ضبة الحارث، فلامه الناس، وقالوا: قتلت في الشهر الحرام ! فقال: سبق السيف العذل فأرسلها مثلاً، ومعناه قد فرط من الفعل ما لا سبيل إلى رده، قال الفرزدق:

أأسلمتني للموت أمك هابل

وأنت دلنظى المنكبين بطين

الدلنظى: الغليظ، يقال: رجل دلنظىً ودلنظى، ينون ولا ينون ودلاظ في معناه: وقيل: هو شديد المنكبين، قال:

خميص من الود المقرب بيننا

من الشر رابي القصريين سمين

فإن كنت قد سالمت دوني فلا تقم

بدار بها بيت الذليل يكون

ولا تأمنن الحرب إن اشتغارها

كضبة إذ قال الحديث شجون

اشتغارها: هيجها ومفاجأتها وإمكانها، ويقال: شغر برجله، إذا أمكن، يقول: تفاجئك كما فاجأت ضبة.وكانت بنت معاوية متزوجة بابن لزياد، ففخرت عليه، فقال زياد: ما أقبح الفخر بعد الشغر ! يعني رفع الرجلين عند النكاح، وقيل: ، وشجونه أحسن منه، وقيل في مثل آخر: الحديث أنزى من الظبي، أي يفتح بعضه بعضاً.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي