الحرب غشوم
وذلك أنها تنال بالمكروه من لم يكن له فيها جناية، ومثله قول الشاعر:
فإن الحرب يجنبها أناس
ويصلى حرها قوم براء
وقريب من هذا المعنى قول النابغة الجعدي، وهو أجود ما وصفت به الحرب:
ألم تعلموا ما ترزأ الحرب أهلها
وعند ذوي الأحلام منها التجارب
لها السادة الأشراف تأتي عليهم
فتهلكهم والسابحات النجائب
وتستلب المال الذي كان ربه
ضنيناً به والحرب فيها الحرائب
فأخذه أبو تمام فقال:
والحرب مشتقة المعنى من الحرب
وقال معن بن أوس:
دعاني يشب الحرب بيني وبينه
فقلت له لا بل هلم إلى السلم
وإياك والحرب التي لا أديمها
صحيح ولا تنفك تأتي على وغم
فلما أبى خليت فضل عنانه
إليه فلم يرجع بحزم ولا عزم
فكان صريع الخيل أول وهلة
فبعداً له مختار جهل على علم