جمهرة الأمثال/الحزم حفظ ما وليت، وترك ما كفيت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحزم حفظ ما وليت، وترك ما كفيت

الحزم حفظ ما وليت، وترك ما كفيت - جمهرة الأمثال

المثل لأكثم بن صيفي، يحث به على ترك ما لا يعني مع المحافظة على ما يعني.قال أبو هلال رحمه الله: ولا أعرف شيئاً أشد على الأحمق من تركه ما لا يعنيه واشتغاله بما يعنيه، على أن فيما يعني شغلاً عما لا يعني.قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: أخبرنا أبو أحمد، قال: حدثنا أبو بكر بن دريد، قال: حدثنا الرياشي قال: حدثنا عمر بن بكير قال: حدثنا الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، عن الشعبي، قال: قدم علينا الأحنف بن قيس مع مصعب بن الزبير، فما رأيت شيئاً يستقبح إلا وقد رأيت في وجه الأحنف منه شبهاً، كان أصعل الرأس، أحجن الأنف، أغضف الأذن باخق العين، ناتئ الوجنة، مائل الشدق، متراكب الأسنان، خفيف العارضين، أحنف الرجل، ولكنه إذا تكلم جلى عن نفسه.فأقبل يفاخرنا ذات يوم بالبصرة، ونفاخره بالكوفة، فقلنا: الكوفة أعلى وأفسح، فقال له رجل: والله ما أشبه الكوفة إلا بشابة صبيحة الوجه، كريمة النسب، لا مال لها، فإذا ذكرت وذكر حاجتها كف عنها، وما أشبه البصرة إلا بعجوز ذات عوارض مؤشرة موسرة، فإذا ذكرت فذكر يسارها رغب فيها، فقال الأحنف: أما البصرة فأسفلها قصب، وأوسطها خشب، وأعلاها رطب ؛ نحن أكثر عاجاً وساجاً وديباجاً، وبرذوناً هملاجاً، وجارية مغناجاً ؛ والله ما أتى البصرة أحد إلا طائعاً، ولا خرج منها إلا كارهاً يجر جراً. فقام شاب من بكر بن وائل فقال للأحنف: يا أبا بحر، بم بلغت في الناس ما بلغت ؟ فوالله ما أنت بأجملهم، ولا بأشرفهم، ولا بأشجعهم ! قال: يا بن أخي، بخلاف ما أنت فيه، قال: وما ما أنا فيه ؟ قال: بتركي ما لا يعنيني من أمرك إذ شغلت بما لا يعنيك من أمري.وقال الشاعر:

ولا نعترض للأمر تكفى شئونه

ولا تنصحن إلا لمن هو قابله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي