جمهرة الأمثال/الذئب يغبط بذي بطنه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الذئب يغبط بذي بطنه

الذئب يغبط بذي بطنه - جمهرة الأمثال

يضرب مثلاً للرجل يظن به الغنى وهو فقير، والشبع وهو جائع، يقول: إن الذئب يظن به البطنة لكثرة عدوه، وشدة جرأته، وربما كان مجهوداً من الجوع، ونحوه قول الشاعر:

ومن يسكن البحرين يعظم طحاله

ويغبط بما في بطنه وهو جائع

وقال بعضهم: معناه أنه لظلمه وجرأته لا يظن به إلا الشبع، وهو في أكثر أحواله جائع، وإنما يكثر جوعه، لأنه لا يأكل إلا ما يصيد، ولا يرجع إلى فريسة أكل منها، فإذا لم يجد شيئاً استقبل النسيم حتى امتلأ منه جوفه، ولذلك قيل: أجوع من الذئب، ورماه الله بداء الذئب وقد مر تفسيره، وقال عويف القوافي:

ولكل غرة معشر من قومه

ذعر يقصر سعيه ويعيب

لولا سواه لجررت أوصاله

عرج الضباع وصد عنه الذيب

يقول: لولاه لتركته جيفةً تجره الضباع، ولا يقربه الذئب ؛ لأنه لا يأكل الميتة.والذعر هنا: الردئ من الرجال، وأصله القدح الذي لا يوري ناراً. ومن عجائب الذئب والكلب أن أجوافهما تذيب العظم، ولا تذيب النوى، فتلقيه صحيحاً، وإذا رأى الذئب بأنثاه دماً وثب عليها فأكلها من شدة شهوته للدم، ولذلك قال الشاعر:

وأنت كذئب السوء لما رأى دماً

بصاحبه يوماً أحال على الدم

ومن ثم قيل: أخبث من الذئب وأخون من الذئب واشتقاق اسمه من تذاؤب الريح، وهو أن تجئ من كل وجه، الذئب إذ كففته من وجه دخل عليك من وجه آخر ؛ ولهذا قيل: أختل من الذئب وذو بطنه، يعنى ما في بطنه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي