جمهرة الأمثال/حبذا التراث لولا الذلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حبذا التراث لولا الذلة

حبذا التراث لولا الذلة - جمهرة الأمثال

يضرب مثلاً للشيء فيه خصلة محمودة وخصال مذمومة ؛ وذلك أن الرجل إذا مات أقاربه ورث أموالهم فاستغنى، إلا أنه يبقى فرداً بلا ناصر. وعلى حسب ذلك قول الشاعر:

ذهب الكرام فسدت غير مسود

ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

أخبرنا أبو أحمد، قال: أخبرنا المفجع، قال: حدثنا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن ابن الكلبي، قال: كان الحضرمي بن عامل بن موالة الأسدي عاشر عشرة من إخوته، فماتوا جميعاً فورثهم، فقال جزء بن مالك: يا حضرمي ورثت إخوتك، فأصبحت ناعماً جذلاً ! فأنشأ الحضرمي يقول:

يزعم جزء ولم يقل جللاً

أني تروحت ناعماً جذلا

إن كنت أزننتني بها كذباً

جزء فلاقيت مثلها عجلا

أفرح أن أرزأ الكرام وأن

أورث ذوداً شصائصاً نبلا

كما كان من إخوتي إذا احتضر ال

فرسان تحت العجاجة الأسلا

من سيد ماجد أخي ثقة

يعطي جزيلاً ويضرب البطلا

إن جئته خائفاً أمنت وإن

قال سأحبوك نائلاً فعلا

وكان لجزء تسعة إخوة، فجلسوا جميعاً على رأس بئر يصلحونها، فانخسفت بإخوته، فبلغ ذلك الحضرمي فقال: إنا لله ! كلمة وافقت قدراً، وأورثت حقداً.ونحو ذلك قول بعض بني أسد:

ومحتضر المنافع أريحي

نبيل في معاوزه طوال

عزيز عزةً في غير فحش

ذليل للذليل من الموالي

جعلت وساده إحدى يديه

وتحت جمائه خشبات ضال

ورثت سلاحه وورثت ذوداً

وحزناً دائماً أخرى الليالي

الجماء: الشخص، والمعاوز: الثياب التي يتبذل فيها، الواحد معوز، والذود: الجماعة القليلة من إناث الإبل، والضال: السدر البري. وفي هذا المعنى قول أبي دواد:

لا أعد الإقتار عدماً ولكن

فقد من قد رزئته الإعدام

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي