حكم الزمان على الورى ببوار
أبيات قصيدة حكم الزمان على الورى ببوار لـ صالح القزويني البغدادي

حكم الزمان على الورى ببوار
فحذار من مكر الزمان حذار
يجري بمضمار المسالم مجريا
مجرى الجياد القب في المضمار
فاذا اصطفاك جفاك محتكما وان
صافاك شباب الصفو بالاكدار
ومتى حباك الشهد لا تشتاره
ما الشهد إلا السم للمشتار
ان سر ساءك غيلة كالأيم نا
هشة يد الجاني من الأزهار
ما انفك ما بين البريه ناصبا
شرك المنية قانص الأعمار
يستل من تلك الجسوم نفوسها
فكأنما هي في الجسوم عواري
لم يبق للآباء أبناءاً كما
لم يبق للأعيان من آثار
لم يرق في الأحشاء جذوة ناره
إلا وأتبعها بجذوة نار
فكأنما للدهر عند أولي النهى
ثار فثار مطالباً بالثار
فاحذر مخاطرة الردى متضرعا
ما المرء إلا عرضة الأخطار
سام الملوك بخطة الخسف التي
قدحت لحتفهم زند واري
غال الكواكب الافول زواهراً
ورمى الرياض نواظراً ببوار
واعد للبان الذوى والقطف للأ
وراد والنقصان للأقمار
فلئن أقر بداره عينا فلا
تغتر ما الدنيا بدار قرار
وعلى رضاها لا تصر فانها
تزداد في الشحناء بالإصرار
أنفقت عمرك في عمارتها فما
عمرت فيها غير جرف هار
ووقفت عزك راغباً فيها وقد
وقفتك موقف ذلة وصغار
أو ما اعتبرت بما تجنته على
غرمائها من يعرب ونزار
ساسوا الممالك مرعبين بعزمهم
ملاكها والجحفل الجرار
فدعتهم أعجاز نخل بعدما
شمخوا على الأعلام بالمقدار
أين التبابعة الألى إن تلقهم
لم تلق غير سميدع مغوار
أين الأكاسرة الألى بحفاظهم
خفروا من الأيام كل ذمار
أين القياصرة الذين تقاصرت
عن طولها الكبار في الأقطار
كم أصدروا عنها الردى بوروده
فاستعذبوا الإيراد بالإصدار
سامتهم ذلاً وهم من صرفها
لمن استجار بهم أعز جوار
جارت عليهم بالردى فاستبدلوا
سكنا عن الحجرات بالأحجار
ألقت على المختار كلكلها وقد
كرت بصارمها على الكرار
وعدت على الطهر البتول وجعجعت
بالعز من أبنائها الأطهار
أخنت على الحسن الزكي بسمها
وعلى الحسين بعضبها البتار
وقضت على انصاره حتى غدت
وحش الفلا لهم من الزوار
شرح ومعاني كلمات قصيدة حكم الزمان على الورى ببوار
قصيدة حكم الزمان على الورى ببوار لـ صالح القزويني البغدادي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.
عن صالح القزويني البغدادي
صالح بن مهدي بن رضا بن مير بن علي الحسيني القزويني. ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، فاعتنى بتربيته وغذاه بأخلاقه، ودرس على علماء النجف الكبار. ودرس ديوان العرب لاهتمامه بالشعر والأدب، فكان له مراسلات مع أدباء عصره. انتقل إلى بغداد عام 1259هـ وتوفي فيها، ونقل جثمانه إلى النجف. له ديوان الدرر الغروية، وديوان آخر جمعه الشيخ إبراهيم صادق العاملي.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب