خطوب على قدر المصاب منالها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خطوب على قدر المصاب منالها لـ ابن الحاج النميري

اقتباس من قصيدة خطوب على قدر المصاب منالها لـ ابن الحاج النميري

خُطُوبٌ عَلَى قَدْرِ المُصَابِ مَنَالُهَا

فَلاَ غَرْو أَنْ أَعْيَا النُّفُوسَ احْتِمَالُهَا

سَرَتْ تَبْعَثُ الأَشْجَانَ نَحْوِيَ مَوْهِناً

فَمَا رَاعَ مِنِّي القَلْبَ إِلاَّ اشْتِعَالُهَا

وَشَنَّتْ مِنَ التَّبْرِيحِ وَالوَجْدِ غَارَةً

يَضِيقُ عَلَى رَبِّ الحُرُوبِ مَجَالُهَا

أَأَطْلُبُ مِنْ لَيْلِي الصَّبَاحَ وَدُونَهُ

لَيَالِي هُمُومٍ لاَ يُتَاحُ زَوَالُهَا

كَأَنِّي عَلَى نَابِي المَضَاجِعِ في الدُّجَى

أُسَاوِرُ رُقْشاً لا يَغِبُّ اغْتِيَالُهَا

أَلَهْفِي لَسَفْرٍ خَلَّفُوا الدَّارَ بَلْقَعاً

تَنُوحُ عَلَى الحَيِّ الحَلاَلِ حِلاَلُهَا

وَرَكْبٍ أَنَاخُوا العِيسَ فِي سَاحَةِ البِلَى

فَفَاءَتْ عَلَيْهِمْ بِالمَنُونِ ظِلاَلُهَا

وَمَا وَرَدُوا غَيْرَ الحِمَامِ مَشَارِعاً

عَزِيزاً عَلَيْنا أَنْ يُبَاحَ نِهَالُهَا

فَمَنْ مُبْلِغٌ ذَاكَ الجَنَاب أَلُوكَةً

تَعَاظَمَ في شَجْوِي وَحُزْنِي اغْتِمَالُهَا

وَحَقِّكُمُ يا جِيرَةَ السَّرْحَةِ الَّتِي

قَرِيبٌ لِمَنْ خَلَّفْتُمُوهُ احْتِلالُهَا

يَمِيناً لَقَدْ صَارَمْتُ عَيْشِيَ بَعْدَكُمْ

وَمَا سَرَّ نَفْسِي بِالبَقَاءِ اشْتِمَالُهَا

وَبِالشِّعْبِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ أَوْحَدٍ

بِهِ عُدِّدَتْ فِي الصَّالِحَاتِ خِلاَلُهَا

كَرِيمٌ إِذَا غَرَّتْ عَنْ الآمِلِ اللُّهَى

فَمَا بِسَوَى كَفَّيْهِ يُلْفَى ابْتِذَالُهَا

هُمَامُ يُزِيرُ الخَيْلَ قُبًّا بِطُونُهَا

سَوَابِحَ فِي مَجْرَى الدِّمَاءِ اخْتِيالُهَا

وَأَيُّ إِمَامٍ مُرْشِدٍ بَعُلُومِهِ

هَدَى كُلَّ نَفْسٍ مُسْتَفِيضٍ ضَلاَلُهَا

لي قَيْس غَيْلاَنَ رُتْبَةٌ

عَلَى عَمَدِ الإِجْلاَلِ قَامَ جَلاَلُهَا

شَهِدْتُ لَقَدْ حَلَّتْ بِشِعْبِ عَشَائِرِي

شَعُوبٌ وأَوْدَى بِالنَّزِيلِ نِزَالُهَا

فَقُمْ بِي وَشُدَّ الكَوْرَ فَوْقَ شِمِلَّةٍ

سَرِيعٌ تَرَامِيهَا بَعِيدٌ كَلاَلُهَا

تُفَرِّقُ أَيْدِيهَا الحَصَا وَسْطَ نَفْنَفٍ

يَخُونُ بِهِ الأُسْد الغِضَاب صِيَالُهَا

مِنَ الشَّدْقَمِيَّاتِ الرَّوَاسِمِ جَسْرَة

شَدِيدٌ عَلَى قَطْعِ الفَلاَةِ مِحَالُهَا

وَجِدَّ السُّرَى في كُلِّ بَيْدَاءَ مُجْهَلٍ

تَهِيلُ كَأَمْوَاجِ البِحَارِ رِمَالُهَا

لَعَلِّيَ لا أَلْقَى لِخَالِيَ نَاعِياً

وَهَيْهَاتَ تِلْكَ الحَالُ ما إِنْ إِخَالُهَا

وَأَنَّى بِهَا بَعْدَ الَّتِي اسْتَكَّ مَسْمَعِي

غَدَاةَ أَتَى فَوْقَ المَقَالِ مَقَالُهَا

عَفَاءً لِدُنْيَا تَخْدَعُ المَرْءَ بِالمُنَى

كَمَا يَخْدَعُ الهِيمَ اللَّواغِيبَ آلُهَا

وَتَبًّا لَهَا تَبًّا مَدَى الدَّهْرِ عِيشَة

يَعُودُ إلى النَّقْصِ المُلِيمِ كَمَالُهَا

لَعَمْرُكَ ما الأَيَّامُ بَعْدَ ابْنِ عَاصِمٍ

بِتِلْكَ الَّتِي رَقَّتْ وَرَاقَ جَمَالُهَا

وَلاَ الحَيُّ ذَاكَ الحَيُّ هَيْهَاتَ إِنَّمَا

مَضَتْ بَهْجَةُ الدُّنْيَا وَغَاضَ نَوَالُهَا

لِتَبْكِ عُفَاةُ الحَيِّ غَيْثَ رُبُوعِهَا

إِذَا أَثْلُهَا أَضْحَى حُطَاماً وَظَالُهَا

لِتَبْكِ اليَتَامَى مَنْ بَكَيْتُ فَإِنَّهُ

مَلاَذُ اليَتَامَى في السِّنِينِ ثِمَالُهَا

لِتَبْكِ السُّيُوفُ البِيضُ مَنْ بِضَرَابِهِ

يُحَادِثُهَا يَوْمَ القِرَاعِ صِقَالُهَا

لِتَبْكِ رِمَاحُ الخَطِّ مَنْ بِطْعَانِهِ

تُثَقَّفُ فِي عُوجِ الضُّلُوعِ طِوَالُهَا

أَجِدَّكَ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ رَحَلْتَ عَنْ

خِيَامٍ تُجِيرُ الخَائِفِينَ رِجَالُهَا

أَجِدَّكَ خَلَّفْتَ الرُّبُوعَ دَوَارِساً

إِذَا سُئِلَتْ لَمْ يُجْدِ يَوْماً سُؤَالُهَا

أَجِدَّكَ لاَ تَلْتَاحُ نَارُكَ في الدُّجَى

وَكَمْ قَدْ هَدَتْ خُوصَ الرِّكَابِ جِبَالُهَا

أَجِدَّكَ لاَ تَلْقَى الوُفُودَ مُرَحِّباً

وَقَدْ رُمِيَتْ دُونَ القِبَابِ رِحَالُهَا

لِمَنْ يَخْضَعُ الأَبْطَالُ بَعْدَكَ فِي الوَغَى

وَتُذْعِنُ مَهْمَا آن يَوْماً قِتَالُهَا

لِمَنْ تَمْرَحُ الجُرْدُ العِتَاقُ وَمَنْ لَهَا

إِذَا كَانَ مِنْ ذَوْبِ النَّجِيعِ انْتِعَالُهَا

بِمَنْ تَشْرُفُ الأَشْعَارُ والخُطَبُ الَّتِي

يُقَصِّرُ في النَّادِي بِقُسٍّ مُطالُهَا

فآهاً عَلَى العَلْيَاءِ والْبَأْسِ والنَّدَى

ثَلاَثُ خِلاَلٍ قَدْ أُتِيحَ اخْتِلاَلُهَا

وَلَهْفِي عَلَى المَوْلَى الَّذِي حَسَنَاتُهُ

قَلِيلٌ لِمِثْلِي أَنْ يُعَادَ مِثَالُهَا

عَلَيَّ لِذِكْرَاهُ جَوًى وَمَدَامِعٌ

يُبَارِي شآبِيبَ الغَمَامِ انْهِمَالُهَا

وَزَفْرَةُ مُغْرًى بِالشُّجُونِ كَأَنَّمَا

لَهُ مُهْجَةٌ بِالشَّجْوِ يَنْعَمُ بَالُهَا

أَخَالاَهُ لاَ وَاللَّهِ مَا الحُزْنُ هَامِدٌ

عَلَيْكَ وَلاَ بَلْوَايَ يُرْجَى انْتِقَالُهَا

وَلَي بَعْدَكَ التَّأْبِينُ جُهْدُ مُقَصِّرٍ

دَعَتْهُ القَوَافِي لَوْ أُبِيحَ وِصَالُهَا

وَكَيْفَ وأَفْكَارِي عَنِ الشِّعْرِ أَجْفَلَتْ

كَمَا أَجْفَلَتْ وَسْطَ الفَلاَةِ رِئَالُهَا

وَلَيْسَ سِوَى الإِغْضَاءِ حَيّاً وَمَيِّتاً

تُنِيلُ بِهِ مِنْكَ المُنَى فَأَنَالُهَا

عَلَيْكَ سَلاَمُ اللَّهِ مَا خَامَرَ الهَوَى

نِفُوساً بِسُكَّانِ العُذَيْبِ خَبَالُهَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة خطوب على قدر المصاب منالها

قصيدة خطوب على قدر المصاب منالها لـ ابن الحاج النميري وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن الحاج النميري

إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج. أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير. له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة) ، و (تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح) ، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب) .[١]

تعريف ابن الحاج النميري في ويكيبيديا

إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري أبو القاسم المعروف بابن الحاج (713 هـ - 768 هـ / 1313-1367م) شاعر من شعراء العصر الأندلسي.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي