دعاني أجرع الغما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعاني أجرع الغما لـ تامر الملاط

اقتباس من قصيدة دعاني أجرع الغما لـ تامر الملاط

دَعاني أَجرعِ الغَمّا

فَجَفني بِالأَسى نَمّا

وَخلاني أصيحابي

وَسَهمُ الغَدرِ قَد أَصمى

فَلَم أبصر أَخاً يُرجى

وَلا خالاً وَلا عَمّا

وَجَدَّ الدَّهرُ في قَهري

يحثُّ الهِمَّةَ الشَّمَّا

سَقاني جُرعَةً مَرَّت

دَعَتني بَعدَها السمّا

رَأَيتُ الناسَ تَخشاني

كَأَنّي وَأَبي الحمّى

فَلا أَدري أَحَيّاً بِتُّ

أَم ميتاً قضى ظُلما

أَرى بَيني وَبَينَ البُؤسِ

وِدّاً طافِحاً يَمَّا

أَما مِن مُفسِدٍ واشٍ

سَعى بِالوَشي مُهتَمّا

فَخَلّى ودّنا شَملاً

شَتيتاً لَن يَرى لَمّا

يَميناً حارَ عَقلي في

حَياةٍ تُشبِهُ الحُلما

أَرى فيها مِن الأَضدادِ

ما يَستَوقِفُ الفَهما

أَعاجيبٌ قَضَت مِنّي

شُؤوناً بِالأَذى جُمّا

فَبي كَالضَّربِ آلاماً

وَما مِن ضارِبٍ هَمّا

وَكَالتَّجريحِ أَوجاعاً

وَما مِن جارِحٍ أَدمى

وَكَالنّيرانِ تَشوي الروحَ

ثُمَّ اللَّحمَ وَالعظما

وَلا نارٌ وَلا جَمرٌ

وَلا ما يُشعِلُ الفَحما

وَكالأَدواءِ أَعراضاً

تُذيبُ الصَّخرَةَ الصَّمّا

وَما مِن عِلَّةٍ تُشكى

لِطِبٍّ يُبرئُ السُّقما

وَكَالأَغلالِ في جِسمي

وَلَم أَحمِل بِهِ دُهما

وَعَقلٌ ذاهِلٌ ساهٍ

سَجينٌ موثق رَمَّا

كَأَنِّي غَيرُ مَوجودٍ

وَمَوجودٌ قَد اهتَمَّا

أشُكُّ اليَومَ بي حَتّى

وجودي خِلتُهُ وَهما

فَقَبلي لَم يَكُن سِجنٌ

يعمُّ الرّوحَ وَالجِسما

حَبيسُ الرّوحِ عَن حِسٍّ

وَفِكرٍ سرَّ أَو غَمّا

وَعَن حِفظٍ وَعَن ذِكرٍ

وَعَن حُكم وَلَو مهما

حَبيسِ الفِعلِ ثُمَّ النُطقِ

لا حَتّى وَلا أَمّا

وَلا سَمعٌ وَلا شَوقٌ

وَلا لَمسٌ وَلا شَمَّا

قوى مَحبوسَةٌ جَمعاء

مِمّا خَصَّ أَو عَمَّا

فَعالٌ وَاِنفِعالات

وَلا حرية ثَمَّا

وَحَسّاس جَمادٌ في

زَمانٍ واحِدٍ حُكما

مقودٌ غَير مُختار

كَأَنّي آلَةٌ صَمّا

إِذا ما حَشرةٌ أَزَّت

عَرَتني هِزَّةٌ رُغما

وَإِن صَرَّ الذُّبابُ الغَث

ثُ صَرَّت أَضلُعي مِمّا

وَيَأتيني البُكا عَفواً

وَيعصيني البُكا لَمّا

وَلا أَسطيعُ جَذبَ النَّف

سِ عَن ضحكٍ بِيَ اِئتَمّا

وَلا أَقوى عَلى ضحكٍ

إِذا يَمَّمتُهُ أَمّا

وَحالٍ كَالغِنى شَكلاً

بِفَقرٍ مدقعٍ نَمّا

طَعامٌ شائِقٌ حلوٌ

وَلكِن مَرَّ لي طَعما

وَنَومٌ دونَ تَهويمٍ

تَراهُ أعيني حَتما

شُؤونٌ لَو رَواها الحُر

رُ نالَت سَمعَ مَن صُمّا

وَقالوا جنَّةٌ عاثَت

بِعَقلي فَاِلتَوى رَقما

وَقالوا إِنَّما القِسّي

سُ فيهِ نافِعٌ حَسما

خُرافاتٌ وَأَوهامٌ

تَعيبُ العَقلَ وَالعِلما

وَقالوا أَنَّهُ داءٌ

لِأَعصابي قَدِ انضَمَّا

وَمِنهُم مَن رَأى شَيئاً

وَلا كَنَّى وَلا سَمَّى

فَهذا النزرُ مِمّا بي

عَلى ما اسطَعتُهُ نظما

وَلا ارتادَ لِلأَيّا

مِ تمديحاً وَلا ذَمّا

فَذا حَظّي مِنَ الدُّنيا

فَدَعني لا تَزِد عَمّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعاني أجرع الغما

قصيدة دعاني أجرع الغما لـ تامر الملاط وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن تامر الملاط

تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إده الملقب بالملاط. شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان) ، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.! ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد. ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا. له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي