ديوان المعاني/أحسن ما قيل في تقبيل اليد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحسن ما قيل في تقبيل اليد

أحسن ما قيل في تقبيل اليد - ديوان المعاني

أحسن ما قيل في تقبيل اليد أخبرنا أبو أحمد، عن الصولي، عن محمد بن خالد، عن أبي بكر بن محمد بن خلاد الباهلي، عن محمد بن الفضل، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عمر، قال:كنت في غزوة في بعض مصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقانا العدو فحاص الناس حيصة، فكنت فيمن حاص، ثم قلنا، حين رجعنا، إلى أنفسنا: كيف ننظر في وجوه القوم وقد بؤنا بغضب من الله ؟ ثم قلنا: نأتي المدينة فنبيت بها ثم نخرج، فلا يرانا أحدٌ فلما أتينا المدينة، قلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فلما خرج إلى الصلاة قلنا يا رسول الله نحن الفرارون. قال: بل أنتم الكرارن، فقبلنا يده، قال: ثم قلنا: يا رسول الله، إنا هممنا بكذا، فقال: إنا فئة المسلمين. ثم قرأ: 'إلا متحرفاً لقتالٍ أو متحيزاً إلى فئةٍ فقد باء بغضب من الله'. وبإسناد لنا، أن ابن أبي ليلى، قبل يد أبي مسلم فقال له رجلٌ أتقبل يد أبي مسلم ؟ قال أوليس أبو عبيدة قبل يد عمر ؟ قال أو تجعل أبا مسلم مثل عمر ؟ قال أو تجعلني مثل أبي عبيدة. وحدثنا أبو أحمد عن الصولي، عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبيد الله العتبي، قال: قبل رجلٌ يد المهدي، فقال: يد أمير المؤمنين أحق يد بتقبيل، لعلوها في المكارم، وطهارتها من المآثم، وإنك ليوسفي العفو، إسماعيلي الصدق شعيبي الرفق، فمن أرادك بريدة خوف أو سوء، فجعله الله طريد خوفك، وحصيد سيفك. ومن أجود ما قيل في ذلك، من الشعر، ما أنشدنا أبو أحمد، عن الصولي لإبراهيم بن العباس في الفضل بن سهل قال: أنشدنا ثعلب وأبو ذكوان:

لفضل بن سهل يدٌ

تقاصرَ عنها المثلْ

فبسطتها للغِنى

وسطوتُها للأجل

وباطنها للندَى

وظاهرُها للقبل

فأخذه ابن الرومي فقال للقاسم بن عبيد الله رحمه الله:

أصبحتَ بين خصاصةٍ وتجمّل

والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا

فأمدد إليّ يداً تعوَّد بطنُها

بذلَ النوالِ وظهرها التقبيلا

وقال أيضاً:

له راحةٌ فيها الحطيم وزمزم

وقلت:

فظاهرُها للناس ركنٌ مُقبَّلٌ

وباطنهُا عينٌ من الجودِ عيلمُ

هو البحر لا عينٌ من الجودِ عيلمٌ

عفاء على عين من الجود عيلم

يجلُّ عن تقبيلِ ظاهرِ كفه

وباطنها عن أن تقاس بزمزم

ومما جاء في كراهة ذلك: ما أخبرنا به أبو أحمد، عن الصولي عن الغلابي عن العتبي، قال: أستأذن رجل مروان الجعدي في تقبيل يده، فأبى وقال: إنها لمن العربي ذلة، ومن العجمي خدعة، فلا حاجة لي في أن تذل لي، أو تخدع فاعفني من ذلك. ^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي