ديوان المعاني/الذم والتهجين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الذم والتهجين

الذم والتهجين - ديوان المعاني

الذم والتهجين فمن بديع الاستعارة فيه قول أعرابي يذم رجلاً:يقطع نهاره بالمنى ويتوسد ذراع الهم إذا أمسى. ودخل أعرابي بغداد فقال: فإذا ثياب أحرار على أجساد عبيد، إقبال حظهم إدبار، حظ لكرم شجر، فروعه عند أصوله، شغلهم عن المعروف، رغبتهم في المنكر. وقال بعضهم لرجل استضاف بخيلاً:نزلت بوادٍ غير ممطور، ورجل غير مسرور، فأقم بندمٍ وارحل بعدمٍ. وقال أعرابي:أولئك قومٌ سلخت أقفاؤهم بالهجاء، ودبغت جلودهم باللؤم، فلباسهم في الدنيا الملامة، وزادهم في الآخرة الندامة. لا تدنس شعرك بعرض فلان، فإنه سمين المال، مهزول المعروف، من المرزوقين فجأة، قصير عمر الغنى، طويل حياة الفقر، ومن ههنا أخذ أبو نواس قوله:

بما أهجوكَ لا أدري

لساني فيكَ لا يجري

إذا فكّرت في عرضِ

ك أشفقتُ على شعري

واستشارت امرأةٌ امرأةً في رجل تزوجه. فقالت: لا تفعلي فإنه وكلةٌ تكلة يأكل خلله. وكلة وتكلة: بمعنى واحد، وهو الذي يتكل في الأمور على غيره، ولا يقوم فيها بنفسه، والتاء في تكلة واو كما قيل تراثٌ وهو من ورث. والخلل ما يخرج من بين الأسنان عند التخلل، وليس في اللؤم شيء من الكلام أبلغ من هذا. وقريب منه قولهم فلان يثير الكلاب عن مرابضها، يريدون أنه من طمعه وشرهه يثيرها يطلب تحتها شيئاً قد فضل منها. ومن ذلك قول الشاعر:

أمن بيتِ الكلابِ طلبتَ عظماً

لقد حدثتَ نفسك بالمحال

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي