ديوان المعاني/انتظار الفرج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

انتظار الفرج

انتظار الفرج - ديوان المعاني

انتظار الفرج

أنشدنا أبو أحمد عن ابن دريد:

إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ

وضاقَ بما بهِ الصدرُ الرَّحيبُ

وأوطنت المكارهُ واطمأنَّتْ

وأرستْ في مطامِنها الخطوبُ

أتاك على قنوطٍ منك غَوْثٌ

يَمنُّ بهِ اللطيفُ المستجيبُ

وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ

فمقرونٌ بها الفرج القريب

وقلت:

لكلِّ مُلمةٍ فرَجٌ قريبٌ

كمثلِ الليل يتلوه الصباحُ

وإنَّ لكلِّ صالحةٍ فساداً

كذاك لكلِّ فاسدةٍ صَلاحُ

وللأيامِ أيدٍ باسطاتٌ

وأفنيةٌ موسعةٌ فِساحُ

وقد تأتي وأوجهها صِباحٌ

كما تأتي وأوجهها قباحُ

وللحالاتِ ضيقٌ واتساعٌ

وللدُّنيا انفلاقٌ وانفتاح

فلا تجزعْ لها واصبرْ عليها

فإنَّ الصبرَ عُقباهُ النجاح

وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ

فمقرونٌ بها الفرجُ المتاحُ

معنى آخر

قد ينفعُ الأدبُ الأحداثَ في مهلٍ

وليسَ ينفعُ بعدَ الكبرةِ الأدبُ

إنَّ الغصونَ إذا قَوَّمْتها اعتدلتْ

ولا يَلينُ إذا قوَّمتهُ الخشبُ

وأجود ما قيل في ازدحام المنتجعين على أبواب المفضلين البيت المشهور:

مَن أكثر الاحسانَ من فِعلهِ

وعَمَّ بالفضلِ جَميعَ الأنامْ

يَزْدَحمُ الناس على بابهِ

والمشرَبُ العذبُ كثيرُ الزِّحام

وقال أبو الهول:

إذا السماء أبَتْ إلاّ محاذَرَةً

سحَّتْ يد الفضل ياقوتاً وعقيانا

ترَى الرِّفاق إلى أبوابهِ زمراً

وردَ القطا أقبلتْ مثنى ووحدانا

معنى آخر

ليسَ جودٌ أعطيتهُ بسؤالٍ

قد يهزُّ السؤالُ غيرَ جوادِ

إنما الجودُ ما أتاك ابتداءً

لم تذقْ فيهِ ذلةَ الترداد

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي