ديوان المعاني/ما جاء في المصافحة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ما جاء في المصافحة

ما جاء في المصافحة - ديوان المعاني

ما جاء في المصافحة

وأخبرنا أبو أحمد، عن الصولي، عن الأسفاطي، عن يعقوب بن حميد، عن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد، عن صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاهة، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إذا لقي المؤمن المؤمن فصافح أحدهما صاحبه تناثرت الخطايا بينهما كما يتناثر ورق الشجر'. وقال الحسن: المصافحة تزيد المودة. وحدثنا عنه، عن الغلابي عن ابن عائشة قال: دخل سوار العنبري على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين، على ما أحدث الناس اليوم أم على ما كان عليه الأوائل ؟ قال بل على ما كان عليه فدنا فصافحه. وأخبرنا عنه قال: سمعت إبراهيم بن المنذر يقول: دخل الفقهاء على المتوكل، ونحن وقوف بين يديه فاستدناهم فكل قبل يده إلا إسحاق بن إسرائيل، فإنه قال: يا أمير المؤمنين، ما ينقصك أن أقبل يدك ولم يقبل يد المتوكل وقد حدثني الفضل بن عياض عن هشام بن حسان عن الحسن قال: المصافحة تزيد في المودة، وتتقي بها المؤمنين فبسط المتوكل يده فصافحه، ووصله المتوكل بأكثر مما وصل به أصحابه. وأنشدنا عنه عن أحمد بن إبراهيم المازحي لبعض شعراء الشام:

تصافحت الأكفُّ وكان أشهى

إلينا لو تصافحت الخدُودُ

نموت إذا التقى كفٌّ وكفٌّ

فكيفَ إذا التقى جيدٌ وجيد

وقال آخر:

فصافحتُ من لاقيتُ في البيتِ غيرها

وكلُّ الهوَى مني لمنْ لم أصافحْ

وقال أبو العتاهية يهجو عبد الله بن معن بن زائدة:

أختُ بني الشيبان مرَّتْ بنا

ممسوطةً كوراً على بغلِ

قد نقطتْ في كفِّها نقطةً

مخافةَ العينِ من الكحلِ

لقيتهُ يوماً فصافحته

فقال دع كفي وخذ رجلي

حياك الله وبياك

معنى حياك الله سلام عليك، والتحية أيضاً الملك فحياك الله على هذا التأويل ملكك الله، والتحية البقاء، وهو على هذا التأويل أبقاك الله، قال الأصمعي بياك أضحكك، وقال علي الأحمري: أرادوا بوأك منزلاً، فقال: بياك للاتباع، كما قالوا الغدايا والعشايا، وقال ابن الأعرابي: معناه قصدك بالتحية، وبيت الشيء قصدته واعتمدته. وحدثنا عنه عن زياد بن خليل التستري عن إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان عن محمد بن سوقة قال: أتانا ميمون بن مهر أن فقلت له: حياك الله فقال: مه هذه تحية الشباب قل حياك الله بالسلام. وحدثنا عنه، عن المغيرة بن محمد، عن إسحاق الموصلي، قال نزل الطماح العقيلي بقوم من بني تميم فأحسنوا إليه فأراد الرحيل عنهم فقال:

حيَّاكم اللَّهُ فإني مُنقلبْ

بشكرِ إحسانكم كذا يجبْ

وإنما الشاعر كالكلبِ الكلِب

يملك عند رغبٍ وإنْ رهبْ

لا يرعوي لمبغض ولا مُحبّ

أكثر ما يأتي على فيهِ الكذبْ

وأنشدنا عنه عن المبرد لعمارة:

حيَّا الآله خيالها من دانِ

لو كانَ زارَ زيارةَ اليقظان

لو كانَ عَرَّج أو تعللَ ساعةً

حتى نسائلهُ عن الأوطانِ

كفانِ شيدتا بناءَ محامدٍ

لمهذّبٍ هشّ أخي إخوان

تلقى له دعة الكهولِ وحلمهم

وتقاهُم وحلاوة الفتيان

وأنشدنا عنه عن أحمد بن إبراهيم:

حيَّاك من لم تكن ترجو تحيتهُ

لولا الدراهمُ ما حّياكَ إنسانُ

قولهم مرحبا

أخبرنا أبو أحمد عن الصولي، عن محمد بن يزيد المبرد النحوي عن أبي عثمان المازني قال لما أتى الرشيد الرقة تلقاه محمد بن ذؤيب العماني فأنشده:

هارونُ يا بن الأكرمينَ حسباً

لما ترحَّلتَ وكنتَ كثبا

من أرضَ بغدادَ تؤمُ المغربا

طابتْ لناريحُ الجنوبِ والصَّبا

ونزلَ الغيثُ لنا حتى رَبا

ما كانَ من نشرٍ وما تصوّبا

فمرحباً ومرحباً ومرحبا

فقال الرشيد وبك مرحباً وأهلا، ووصله بصلة سنيه. وحدثنا عنه عن عبيد الله بن عبد الله قال لما دخل أبو مضر، أنشده سعيد بن الوليد المعروف بالبطين:

مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً

يا بن ذي الجودِ طاهرِ بن الحسينِ

مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً

بابن ذي العرَّتين في الدَّولتينِ

مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً

بابن ذي المحتدينِ في المصرينِ

مرحباً مرحباً بمن كفُّهُ البح

رُ إذا فاضَ مُزبد العبرينِ

فوصله وقدمه. وقديماً ما استعملوا مرحباً في كلامهم ومنه قول طفيل الغنوي:

وبالسهل ميمون النقيبة قوله

لملتمس المعروفِ أهلٌ ومرحبٌ

وأخبرنا عنه، عن محمد بن العباس اليزيدي، عن محمد بن الحسن الزرقي عن الحسين بن علي العلوي المديني، عن بعض أصحابه عن المازني، قال كان أعرابي يلزمنا وكان فصيحاً، فقال له علي بن جعفر بن سليمان: وكان جافياً لا يعطيه شيئاً إلا مرحباً فقال فيه الأعرابي:

وما مَرْحباً إلا كريح تنسمتْ

إذا أنتَ لم تخلطْ نوالاً بمرحبِ

ومثل هذا قول جحظة البرمكي:

قائلٌ إن شدوتُ أحسنتَ زدني

وبأحسنتَ لا يباعُ دقيقُ

وأخبرنا عنه عن أبي العيناء، قال استأذن رجل على الحسن بن سهل، فقيل له من أنت ؟ قال: رجل أمر له الأمير يوم كذا بشعرة آلاف درهم، فأمر بإدخاله فلما رآه، قال: مرحباً بمن توسل إلينا بنا وشكر إحساننا إلينا، وأكرمه. وأخبرنا عنه، قال: سمعت إبراهيم بن المدبر الكاتب الضبي، يثني على ابن الجهم في صداقته ومروءته فقال في ذلك، كنت واقفاً بين يدي المتوكل، وقد جيء برأس إسحاق بن إسماعيل وجهٍ به بغا، فارتجل علي بن الجهم شعراً وقال:

أهلاً وسهلاً بك من رسول

جئتَ بما يشفي من الغليلِ

بجملة تغني عن التفصيلِ

برأس إسحاق بن إسماعيل

ومر بأبيات فاستحسن ذلك المتوكل، ووصله بصلةٍ سنية، قال:وأنشدني ثعلب:

فما لك نعمةٌ سلفتْ إلينا

وكيفَ وأنتَ تبخلُ بالسلامِ

سوَى أن قلتَ لي أهلاً وسهلاً

وكانت رَمية من غير رام

وقلت:

تضنُّ بتسليم وَزَوْرَةِ ساعةٍ

فكيفَ يُرَجّى جودُ كفيك بالوفرِ

وأنشدنا عنه، عن أبي موسى محمد بن موسى، مولى بني هاشم قال: أنشدني عبد السلام ابن رغبان الحمصي المعروف بديك الجن لنفسه:

بأبي وإن قلتُ لهُ بأبي

من ليسَ يَعرفُ غيرَه أربي

قَرْطسْتُ عشراً في مَوَدَّتهِ

لبلوغ ما أمّلتُ من طلبي

ولقد أراني لو مددْتُ يدي

شهرين أرمي الأرضَ لم أصب

أنشدنا عنه قول أنشدنا عبد الله بن المعتز لنفسه:

قلتُ يوماً لها وحرَّكتِ العو

دَ بمِضرابها فغنَّتْ وغنَّى

ليتني كنتُ ظهرَ عودِك يوماً

فإذا ما أخذتِه صرتُ بطنا

فبكتْ ثم أعرضتْ ثم قالتْ

مَن بهذا أنباكَ في النومِ عنّا

قلتُ لما رأيتُ ذلك منها

بأبي ما عليك أنْ أتمَنَّى

قال: وسمعت محمد بن عبيد الله بن يحيى الوزير يقول: دخل أبو العيناء إلى أبي فقال له: كيف حالك فقال أبو العيناء: أنت أعزك الله الحال فانظر كيف أنت لي. فوصله ووقع له بأرزاقه. وحدثنا عنه عن عون بن محمد الكندي عن عبيد الله بن عمر قال: قيل لرجل من قريش كيف حالك ؟ فقال: كيف حال من يهلك ببقائه، ويسقم بصحته، ويؤتى من مأمنه ؟ومثله:

ما حال من آفته بقاؤه

نغّصَ عيشي كله فناؤه

وقال سعيد بن حميد:

لكَ عبدٌ فلو سأل

تَ بهِ كيفَ حالهُ

يا قريباً مزارهُ

وبعيداً نوالهُ

حاضراً لي صدوده

حينَ يرجى وصاله

مسعدٌ لي مقاله

فاتكٌ لي مطاله

محسنٌ في كلامه

ومسىءٌ فعالهُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي