ديوان المعاني/من يعيب غيره وهو معيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من يعيب غيره وهو معيب

من يعيب غيره وهو معيب - ديوان المعاني

من يعيب غيره وهو معيب

من المشهور في ذلك قول الشاعر:

أرَى كلَّ إنسانٍ يرى عَيبَ غيرهِ

ويعمى عن العيب الذي هو فيه

وما خيرُ من تخفى عليهِ عيوبُهُ

ويبدو له العيبُ الذي لأخيه

ولأبي دلامة في معناه:

إذا الناسُ غطوني تغطيت عنهمُ

وإن بحثوا عني ففيهم مباحثُ

وإن حفروا بئري حفرتُ بئارهم

ليعلمَ قومٌ ما تضمُّ النبائث

معنى آخر

صديقك حينَ تستغني كثيرٌ

ومالك عندَ فقرك من صديقِ

فلا تغضبْ على أحدٍ إذا ما

طوَى عنكَ الزِّيارةَ عند ضيق

في مدح قوادة حاذقة:

تكادُ لو لم تك إنسيةً

تجري من الإنسانِ مجرَى الدمِ

لا تعصمُ الحساءُ من كيدِها

ولو ثَوَتْ في منزلِ الأعصَم

وقول الآخر في ذلك:

تُسّهلُ كلَّ ممتنع عسيرٍ

وتأتي بالمرادِ على اقتصادِ

فلو كلفتها تحصيلَ طيفِ ال

خيال ضحى لزارَ بلا رُقادِ

وقريبٌ من ذلك قول الآخر:

مَن ذَمَّ إدريسَ في قيادتهِ

فإنني شاكرٌ لإدريسِ

منَّ بمستصعب فجاءَ بهِ

أطوعَ من آدمٍ لإبليس

وكانَ في سرعةِ المجيءِ بهِ

آصف في حملِ عرشِ بلقيس

معنى آخر

ما ازددتُ في أدبي حرفاً أُسرُّ بهِ

إلاّ تزيَّدتُ حرفاً تحته شوم

إنّ المقدَّم في حذقٍ بصنعتهِ

أنى تَوجَّهَ منها فهو محروم

وقريب منه:

ولرُبَّما رُزِق الفتى بسكوته

ولربما حُرمَ الفتى ببيانه

ومن الجيد في ذلك قول الآخر:

إذا اجتمعت في امَرءينِ صناعةٌ

وأحببتَ أن تدري الذي هو أحذقُ

فحيث يكون النقص فالمالُ واسعٌ

وحيث يكون الحذق فالرِّزق ضيق

معنى آخر

إذا قلَّ مالُ المرءِ لانتْ قناتُه

وهانَ على الأدنى فكيفَ الأباعدُ

ومثله قول الآخر:

المرء يكرمُ للغنى

ويهان للعدمِ العديم

وقال آخر:

غضبان يعلم أن المالَ ساقَ له

ما لم يسقه عِلمٌ ولا أدبٌ

فمن يكنْ عن كرام الناس يسألني

فأكرم الناسِ من كانت له نشب

وقال آخر:

كفي حزناً أني أروحُ وأغتدي

ومالي من مالٍ أصونُ به عرضي

وأكثر ما ألقى صديقي بمرحباً

وذلك لا يغني الصديقَ ولا يرضي

وقال آخر في معناه:

أجلك قومٌ حينَ صرتَ إلى الغنى

- وكلُّ غنيٍّ في القلوبِ جليلُ

وليس الغنى إلا غنى زيَّنَ الفتى

عشيةَ يُقري أو غداةَ ينيل

ما ورد في حظ الجاهل

فمن جملة ذلك قول الشاعر:

وما لبُّ اللبيبِ بغيرِ حظٍّ

بأغنى في المعيشةِ من فتيلِ

رأيتُ الحظَّ يستر كلَّ عيبٍ

وهيهاتِ الحظوظ من العقولِ

والعرب تقول: 'إسع بجد أودع'. وقال الحارث بن حلزة:

والعيش خيرٌ في ظلا

ل النوكِ ممن عاش كدَّا

وقلت:

لكلِّ حُرٍّ مبتلى

يعيش في حال نكد

والنحسُ في طالعهِ

أثبتُ من وصلِ وتد

فكن رقيعاً ساقطاً

تصدُرْ بحظٍّ وترِدْ

وكنْ رفيعاً ماجداً

واصبرْ على ما لم ترد

هيهاتَ أن يحظى الفتى

بجدِّ سعدٍ دونَ جد

وقال آخر:

الجدُّ انهضُ بالفتى من عقلهِ

فانهضْ بجدٍ في الحوادثِ أوذر

وإذا تعسَّرَتِ الأمورُ فارجها

واستأنفِ الأمرَ الذي لم يعسر

ما أقربَ الأشياءَ حينَ يسوقها

قَدَرٌ وأبعدها إذا لم يُقدر

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي