عسى وطن أودى بألفتنا شحطا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عسى وطن أودى بألفتنا شحطا لـ الجزار السرقسطي

اقتباس من قصيدة عسى وطن أودى بألفتنا شحطا لـ الجزار السرقسطي

عَسى وَطن أَودى بِأَلفتنا شَحطا

يُقَرِبُنا زُلفى وَيُنَظِمُنا سِمطا

لِأَسرَعُ ما أَمضى التَفَرُق سَهمه

فَأَصمى فُؤاد القُرب مِنا وَما أَخطا

وَوَصلتُكُم كانَت مِن الدَهر منحَةً

فَما باله اليَوم اِستَرَدَ الَّذي أَعطى

أَلا لَيت شعري هَل يُرى بعدُ سامِحاً

بِعَهد تُصاب كنت في عَقده وَسطى

وَهَل يُسعفني فيكَ يَوماً بِأَوبَةٍ

يَضيء بِها أَرجاء شيقَر وَالشَطا

أَتذكُر كَم مِن طيبَةٍ اثر طيبَةٍ

سَحَبنا لَها في فَنتنيط العُلا مِرطا

وَكَم فتكَةٍ للراح جازَت بِنا المَدى

بِحَيثُ وَشيج الحُب وَالأَثل وَالأَرطى

وَمَقصَبةٍ تَهفو الرِياحُ فَتَنثَني

فَتَحسبها تَحتَ الرِياح قَنا خَطّا

وَجَدول ماء كَالمَجَرة أَسبَغَت

بِحافاتِها الأَنواءُ مِن نَسجِها بَسطا

صَفا ماؤه حَتّى كَأن اِنصِبابه

حسام إِذا يُستَل أَو حيّة رَقطا

كَأَن نُثيرَ النور تَحتَ يَد الصبا

فصوص مَها أَو لُؤلؤٌ أَعوَز السَمطا

إِذا ما الرِياح الهَوج نَثَرن عَقده

ظَلَلنا نُفدِّيه وَنلقطه لَقطا

فَيا لَكَ مَرأى ما أسرَّ لِناظر

وِيالك فَرشاً ما أَجدّ وَما أَوطا

بَساتين بَزت حسن جَنة مَأربٍ

لِذيذ حَلاها لَيسَ أَثلاً وَلا خَمطا

وَأَربعُ عُرفٍ لَم يَشنها بِمُنكَرٍ

وَلَم تَسمَع الآذان مِنها بِها لَغطا

لَو إِن أَمرأ القَيس بِن حَجر يَحلُّها

لأَقصر عَن أَن يَذكر الجَزع وَالسِقطا

وَعَذراء دنٍ بنتِ تسعين حجة

بَذَلنا لَها الأَرواح في مَهرِها شَرطا

أَقَمنا بِها سوق التَصابي فَما وَنت

تَرد البَنان الجَعد مِن يَومِها سَبطا

وَملنا إِلى خَلع العِذار فَما ونت

أَطاف بِها ذو العَذل فيها لَنا ضَبطا

تَطوف بِها غَصنية القَد كاعب

لَها مُقلة كَالخَمر سَطوَةً أَو أَسطى

وَخَدٍ كَمثل البَدر لَيلة تِمِّه

تخال سَواد الخال في صَفحه نَقطا

وَساقٍ شَكا الخلخالَ ضيقاً كَما شَكت

مَعاصِمُها شح السوار لضها ضَغطا

وَفرعِ يَغشى المتنَ أَسود فاحم

تَضَل المَدارى في غدائره مَشطا

إِلى مثلها يَصبو الَّذي كانَ صَابياً

وَإِلّا فَما وَفّى الصِبا في الهَوى قِسطا

وَدونَكها عَذراء أَحكمتُ سَردَها

وَقَلدتُ آذان القَوافي بِها قَرطا

وإِني وَإِن أَهديتُها بحترية

كَمُهد إِلى صَنعاء مِن وَشيها مِرطا

وَعُذراً لِتَأخير الجَواب فَإِنَّني

ضَعفت فَلا قَبضاً أَطَقت وَلا بَسطا

تَوالى عَليَّ السَقم عاماً فَحَطَني

عَلى رَغم أَنفي عَن جِدى صحتي حِطا

وَطالَت مُعاناة الأُساة وَكُلَهُم

عَمٍ خابِطٌ عَشواء في علتي خَبطا

فَهَذا يَراها علةً دَمَويَةً

وَهَذا يَراها مَرَةً خالَطَت خِلطا

يُعانيك هَذا ثم إِن سيل غَيره

يَقول وَإِن كانَ المُصيب لَقد أَخَطا

فَلَو أَبصَرت عَيناك لَونيَ أَغبَراً

وَرَونَق وَجهي قَد تَغَير وَاِنحَطا

وَرَأسيَ قَد شابَت ذَوائب لَيلِهِ

وَلاحَ صَباح الشَيب في جَنحِهِ وَخَطا

لِأَبصَرت مِن مرآيَ خَلقاً مُشَوَهاً

وَأَنكَرت مِن مَرآيَ أَنزع مُشمطا

إِلى اللَه أَشكو ما دَهاني فَقَد عَدا

وَأَسألهُ تَعجيل برءٍ فَقَد أَبطا

وَلما تَراخى عَهدُ أُنسِ خِطابَكُم

وَنَكرتِ الدُنيا معارِفَه شحطا

تَطَلعتُ مِن أُفقي أَشيمُ بروقه

وَذبتُ اِشتِياقاً إِن تجشمَ لي خَطا

لَعَلك أَن تُحيي بِهِ نَفس شَيقٍ

كَما أَحيت الأَمطار أَرضاً بَدَت قَحطا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عسى وطن أودى بألفتنا شحطا

قصيدة عسى وطن أودى بألفتنا شحطا لـ الجزار السرقسطي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن الجزار السرقسطي

أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي. تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها. وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار. ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية. ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي