عهد البين إلى عيني البكا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عهد البين إلى عيني البكا لـ أيدمر المحيوي

اقتباس من قصيدة عهد البين إلى عيني البكا لـ أيدمر المحيوي

عَهدَ البينُ إِلى عَيني البُكا

ثُمَّ أَوصاها بِأَن لا تَهجَعي

وَسَقى قَلبي مِن خَمرتِهِ

فَهو لا يعقل مِن سَكرتِهِ

فَمَتى يُنقَذُ مِن غَمرَتِهِ

في سَبيل الحُب قَلبٌ هَلكا

شيَّع الركبَ وَلَمّا يَرجَعِ

قال لي العاذل لَمّا نَظَرا

مَن غَدا قَلبي بِهِ مُشتَهرا

أَكَذا تعشقُ ماذا بشرا

حاشَ لِلّه أَراه مَلَكا

مثلَ ذا فَاِعشَق وَإِلا فَدعِ

هزَّ عِطفَ الغصن مِن قامَتِهِ

مُطلعا للشمس مِن طَلعَتِهِ

ثُمَّ نادى البَدرَ في لَيلَتِهِ

أَيُّها البَدرُ تَغيَّب وَيَحكا

ما اِحتياج الناس للبَدر مَعي

أَنا علَّمتُ القَضيبَ المَيدا

وَاِستَعارَ الظبيُ منّي الجَيدا

وَكَذا ذا القَرمُ مِن آل النَدى

أَبصر الغَيثُ نَداهُ فَحَكى

وَهوَ إِن ظَن سِوى ذا مدّعي

من جَميع الفَضلِ يَحيا عِندَهُ

لَيسَ للدين بِمُحيٍ وَحدَهُ

قالَ للتالي عَلَيهِ حَمدَهُ

لِيَ حسنُ الذكرِ وَالمالُ لَكا

فَاِقترح تُعطَ وَقُل تُستَمَعِ

آخِذٌ بِالحَزم لا يَتركُهُ

في سِوى الجود بِما يَملِكُهُ

لا تَرى في المَجد مَن يَشرَكُهُ

وَهوَ في المال كَثير الشُركا

وَمن الحَمد كَثيرُ الشِيعِ

أَنتَ يا مُوسَى رجائي آنسا

نارَ جَدواه فوافى قابِسا

رحتَ في حَضرَةِ قُدسٍ دائِسا

في طُوى السُؤدد فَاخلَع نَعلَكا

وَادعهُ يأتِ بِكبرى يوشعِ

لرَشيدِ الأَمرِ أَضحى عاضِدا

رَأيُهُ المأمونُ حَزما راشِدا

ولَديهِ الفَضلُ يَحيا خالِدا

فَدَعوا جَعفَر وَانسوا برمكا

فَالنَدى في غَيرِهِ عينُ الدعي

أَنتَ مذ كنتَ الرَئيسُ الأَعظَمُ

غَير خافٍ وَالأَعزُّ الأَكرَمُ

كِدتَ مِن طول التَعالي تَسأمُ

رتبَ السُؤدد لَكن صَدّكا

كَرم العَهدِ وَحفظُ المَوضعِ

لَكَ في كُلِّ مَكانٍ مَفخَرُ

أَثرٌ يُروى وَمَجدٌ يُذكَرُ

فَبقاعُ الأَرضِ لَولا العُنصُرُ

هَزَّها الشَوقُ فَسارَت نَحوكا

وَلَكم رامَت فَلم تَستطِعِ

قَد مَضى الصَومُ ملاقي رَبِّهِ

جاعِلا سِرَّك نَجوى قَلبِهِ

وَأَتى العيدُ فَهنئتَ بِهِ

فَهوَ قَد هُنّئ مِن قبلُ بِكا

وابقَ في ذِروةِ عز أَمنعِ

وَامشِ في روض التَهاني وَاركُضِ

وَاصحبِ الدَهرَ إِلى أَن يَنقَضي

وَلَئن هنِّئتَ بِالعيد الرضي

فَلَكُلُّ الدَهرِ يَلقى عِندَكا

بِهجةَ العيدِ وَأُنسَ الجُمَعِ

ربَّ يَومٍ قَد رَأَيتُ الأُفُقا

خائِفاً بِالبَرقِ أَن يُختَرَقا

وَبَدا البَدرُ مَروعا مُشفِقا

لابِساً لَمّا تَجَلّى فَنَكا

وَبَدت شَمسُ الضُحى في بُرقُعِ

وَكَأنّ الجَوَّ حَربٌ تَصطَلي

قَد أَثارَ الغَيمُ فيها قَسطلا

فَاِنتَضى البَرقُ عَلَيهِ مُنصُلا

فَبَكى الغَيثُ حيا إِذ ضَحِكا

خافقَ القَلب مَروعَ الأَضلُعِ

فَاِقتَدح بِالمَزج نارَ القَدَحِ

نَصطَلي إِن نَحنُ لَم نَصطَبحِ

وَأغنّيكَ وَلَم تَقتَرحِ

أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى

كَم دَعوناكَ وَإِن لَم تَسمَعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عهد البين إلى عيني البكا

قصيدة عهد البين إلى عيني البكا لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي