غدا البين من حبنا مستحيلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غدا البين من حبنا مستحيلا لـ المؤيد في الدين

اقتباس من قصيدة غدا البين من حبنا مستحيلا لـ المؤيد في الدين

غدَا البْينُ من حِبنِّا مُسْتَحيلاً

يَشُدُّ الرِّحالَ يُريد الرَّحيلا

فلهْفي على مُهجَةٍ بيْنها

وبين المَسَرة مُذْ حَالَ حِيلا

فَدَيتُ الذي بكمال الجمال

تَملَّك قلْبي قليلا قليلا

فلما رآنيَ مُستأْسَرا

غدا باللِّقاء عَلينا بَخيلا

وغادَرَ من زَفرَات الفراق

عَزائي سَليباً وَحَدِّي كليلا

وقلْبي على النار ذات الوقود

وَنومي قليلا وليْلي طويلا

ودمعي يُصَبُّ كصَوْبِ الغمام

وشَوقي صَحيحاً وجِسْمي عليلا

سَلاهُ لماذا استحَبَّ البعاد

فَصَبَّ عليَّ العذَاب الوبيلا

وأسْلمَني للأَسى والنَّحيبِ

وغادَرَ بالشَّوك طَرفي كحيلا

وحمَّلني مِن جَوَى الاشْتياقِ

وشَجو التَّفرُّق ثِقْلا ثقيلا

فلو حُمِّلَتْ بَعْضَ ما بي الجِبالُ

رأيتَ الجِبال كثيباً مَهيلا

أمَا كنْتُ أمْحَضُ وُدِّي له

فلاَ عدْلَ إنْ رام عنِّي عُدُولا

ولا عَدْل إن ظَلَّ لي هاجِرا

وأنَّي يصادفُ مِثْلي عَديلا

وكان وكنْتُ بِفرْط الهَوَى

يُحَاكي بُثيْناً وأحْكى جَميلا

ولوْ مِنْ حَياتي رَامَ النزُول

لُجدْتُ بِها واغْتَنَمتُ النُّزولا

توليَّ ولم يَرْعَ لي ذِمَّة

رَعى الله ذاكَ الحبيبَ الملولا

سَيَثْنِى إليَّ عِنَانَ الَهوَى

وَلوْ بَعْدَ حِينٍ فَصَبْراً جميلا

وتَمسى قَطيِعَته وصْلةً

وَيُمْسي عَطُوفاً قريباً وَصُولا

متى ليْتَ شِعْري إليْك الوصول

فألقَي إلى طَلَباتي وُصُولا

إذا ما عَزَمْتَ إليْنا القُفول

تَوَخَّ السُّعُودَ إلينا قُفوُلا

طُلوعُكَ يُطْلِعُ نَجْمَ السُّعود

ويُلْزِمُ نَجْمَ النُّحوسِ الأُفولا

كما أنّ سَعْدَ وَليِّ الزَّمان

يُزيلُ النُّحوسَ وَينْفي المُحُولا

أيَا باغيَ السَّلسَبيلِ الرَّحيقِ

إلى بَابِ خَيْر الوَرى سَلْ سَبيلا

مَعدٌّ إمامُ الهُدى المرْتَجى

ومِنْ فَضْله فابْتَغ السَّلسَبيلا

وَيمِّمْ له مشرَباً صَافِياً

ورَبْعاً خَصِيباً وظِلاً ظَلِيلا

سَليلُ النَّبيِّ ونَجْلُ الوصيِّ

ومَنْ قام لله فينا دَليلا

سَيَنْصَرُ كلَّ نَصيرٍ لهُ

ويَخْذِلُ رَبِّي العَدُوَّ الَخذولا

وتَسْمعُه قائلا ليْتنَي

أبَيْتُ اتِّخَاذِي فُلاناً خَليلا

هنالك لا نافِعٌ عُذْرُه

ولا فِدْيةٌ مِنه تَلْقَي قَبُولا

به عَزَّ لا شَكَّ ذُو عِزة

وأمْسى أخُو الذُّلِّ عنه ذَليلا

أيا هبَة الله آل العباء

كَفاكَ غداً فاتَّخِذْهُم وَكيلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة غدا البين من حبنا مستحيلا

قصيدة غدا البين من حبنا مستحيلا لـ المؤيد في الدين وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن المؤيد في الدين

هبة الله بن أبي عمران موسى بن داؤد الشيرازي. ولد في شيراز سنة 390 وقد كان باكورة أعماله اتصاله الملك البويهي أبو كاليجار الذي أعجب به واستمع إليه، وحضر مجالس مناظرته مع العلماء من المعتزلة والزيدية والسنة. خرج المؤيد إلى مصر سنة 439. وقد كان من ألمع الشخصيات العلمية والسياسية التي أنتجها ذلك العصر، فقد كان عالماً متفوقاً، قوي الحجة في مناظرته ومناقشاته مع مخالفيه. قال عنه أبو العلاء المعري: والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه. وقد تمكن من إحداث إنقلاب عسكري على الخليفة العباسي القائم بأمر الله سنة 450 وأجبره على مغادرة البلاد ورفع راية الدولة الفاطمية فوق بغداد. ومن ذلك كله استحق لقب داعي دعاة الدولة الفاطمية.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي