فدى ليوسف من دنياه وامقه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فدى ليوسف من دنياه وامقه لـ تامر الملاط

اقتباس من قصيدة فدى ليوسف من دنياه وامقه لـ تامر الملاط

فدىً ليوسف مِن دُنياهُ وامِقُهُ

وَصَحبُهُ مِن بَعيدِ الهَمِّ خضرمِهِ

وَلَو جعلتُ فداهُ كاشحيهِ لما

ودَيتُ غَيرَ ذَميمِ الخُلقِ مُسقَمهِ

في كُلِّ يَومٍ لَهُ بِالفَضلِ مُعجِزَةٌ

مِن كُلِّ مُنقَطِعِ التَّمثيلِ مُعدَمِهِ

جَلا بِتَأليفِهِ المَيمونِ طالِعهُ

عَن وَجهِ مُندَرِسِ التاريخِ مُظلمِهِ

نَشَرتَ قَوماً وَفَصَّلتَ الخُلودَ عَلى

قَومٍ بِكُلِّ بَديعِ الوَشيِ مُحكَمِهِ

فَهَبكَ أحييتَ أرواحاً لَهُم مِدَحاً

أَنّى أعدتَ لِكُلّ رَسمَ ميسمِهِ

لَو أَنصَفوكَ عَلى صُنعٍ مُكافَأَةً

باعوا القَلانِسَ إيفاءً لمكرَمِهِ

لكِنَّما قِلةُ الإِنصافِ ما برحت

في الخلقِ مِن يَومِ هابيلٍ وَمَأتمِهِ

وَإِنَّكَ الغانِمُ المُجدي عَلَيهِ إِذا

لَم يَستَثيروا الأَذى مِن عِند مَجثَمِهِ

لكِنَّ مِثلكَ يَأتي العُرفَ تَكرِمَةً

لِلعُرفِ عَن خُلُق بِالفَضلِ مُغرمهِ

أَمّا الكِتابُ الَّذي أَهدَيتَني كَرَماً

فَإِنَّني غَيرُ مُحصٍ وَصفَ مَغنَمِهِ

رَتَّلتَهُ بِبَديعٍ غَير مُنثَلِمٍ

نِتاجَ فِكرٍ غَزيرِ الصَّوبِ مُفعَمِهِ

وَمُشرِقاتٍ سَطَعنَ مِنهُ في فلَكٍ

مُرَصَّعاتٍ تُباهي زُهرَ أَنجُمِهِ

لَو أَنهُ الصدرُ كانَت عَقدَ لُبَّتِهِ

أَو أَنَّهُ الزَّندُ كانَت حَليَ مِعصَمِهِ

فَما يَزالُ بِرَوضٍ مِنك مُؤتَنِفٍ

غَيرُ الغَمائِمِ ساقٍ غَضَّ مَنجمِهِ

عَوَّذتَهُ بِدُعاءِ الأَكرَمينَ تُقىً

فَصانَ عارِبهُ تَرتيلُ أعجمِهِ

إِنّي لمُهدٍ إِلَيك اليَومَ مُعتَذِراً

عدادَ مُهملِهِ حَمداً وَمُعجَمهِ

جُهدُ المُقِلِّ بَدَأتَ المكرُماتِ لَهُ

فَما أَراكَ بعذرٍ غَيرَ مُكرِمِهِ

وَما شَكَرتُ وَفي ما ترتبي عوَزٌ

يهدى الكَريمُ فُضولاً مِن تَكَرُّمِهِ

هَبني سَكَتُّ فَفي البَرنامِجِ اِتَّفَقَت

لُسنُ البَيانِ عَلى إِطرا مُنَظِّمِهِ

أَنتَ الغَنِيُّ وَلكِن غَيرُ مُغتَفَرٍ

لمحرِزِ الدُرِّ كُفرانٌ بِمُنعمِهِ

وَرُبَّ مُمتَدَحٍ يَهجوهُ مادِحُهُ

وَيغنَمُ الحَمدَ وَفراً مِن مُذممِهِ

وَناطِقٍ وَزُعافُ السمِّ نَفثَتُهُ

وَساكِتٍ وَربابُ المُزنِ في فَمِهِ

يولي السَّحابَ عُبابُ البَحرِ وَاِبلهُ

وَيستَقي نُغَباً مِن سَيلِ مُستَجمهِ

وَالظَّبيُ يستافُ لا مُستَنكِراً عبقاً

رَيّا عرار النقا والطيبُ في دَمِهِ

وَخَيرُ مُفتَخِرٍ في الخَلقِ مُتَّجِرٌ

تَغدو العُقولُ مُزَجّاةً بِمرزمِهِ

إِن صَدَّقَ العِلمُ شَيئاً أَنَّهُ حَسَنٌ

بِذاتِهِ فَهوَ الحالي بِمُعلِمهِ

فَشاعِرٌ يَقتَريكَ المَدحَ مُكتَسِبٌ

حَمداً مُنَمِّقُهُ مولىً بِأَكرمِهِ

نَداكَ بِالشكرِ مَوهوبٌ بِهِ خَطَراً

يَسودُ نائِلُهُ وَهّابَ دِرهَمِهِ

حُسنُ الصَّنيعِ لَهُ مِن نَفسِهِ لسنٌ

يُثني عَلَيهِ بِوافي القَولِ مُفعَمِهِ

فَما الضِّياءُ عَنِ الرّائي بِمُحتَجِبٍ

وَلا الكَريمُ بِخافٍ نورُ مَيسَمِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فدى ليوسف من دنياه وامقه

قصيدة فدى ليوسف من دنياه وامقه لـ تامر الملاط وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن تامر الملاط

تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إده الملقب بالملاط. شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان) ، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.! ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد. ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا. له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي