قل لابن فاعلة تطلب مثله

أبيات قصيدة قل لابن فاعلة تطلب مثله لـ أيدمر المحيوي

قُل لابن فاعِلَةٍ تَطلَّب مثلَهُ

في الناس أفّ لِرأيك المأفونِ

بَل أَنتَ في حَصباء أَرضٍ ظافِرا

ترِبت يَداك بِلُؤلؤ مَكنونِ

في أَيّ مَكرُمَةٍ يُقاسُ وَلَم يَزَل

في كُلّ مكرُمَةٍ عَديمَ قَرينِ

في جودِهِ السَفّاحِ أَم في عَزمِهِ ال

مَنصورِ أَم في غَيبه المَأمونِ

غَنِيت علاه عَن إِشارة مادِحٍ

كَغِنى ذَوات الحُسن عَن تَحسينِ

وَلربّ مَدحٍ في سِواه كَأَنَّما

تُجلى بِهِ بِكرٌ عَلى عنِّينِ

متفنِّنٌ في المكرمات محيِّرٌ

فيها الوَرى بِغَرائبٍ وَفُنونِ

أَعطى فَقالَ القائِلون تعجُّبا

أَعطاءُ جودٍ أَم قَضاءُ ديونِ

سنَّ السَبيلَ إِلى السَماحِ وَعلَّم الن

ناسَ اقتِفاءَ سَبيلِهِ المَسنونِ

تُجلى الخُطوبُ بِسَيفِهِ وَبسيبه

وَبِرَأيهِ وَبِذكره المَخزونِ

يَرضى بِدونٍ مِن وَفاءِ عَشيرَةٍ

كَرَماً وَلا يَرضى لَهُ بِالدونِ

قالت لَهُ العَلياءُ ديني حَملُ أَع

باءِ المَكاره قالَ دينُكِ ديني

قلقُ الحشا أَرقُ الجُفون زَمانَهُ

لِقَرارِ أَحشاء وَنَومِ جُفونِ

يا مَن يُطالب وافديه بَعدَما

يُغني عَلى أَن يَرجِعوا بِضَمينِ

وَيَجودُ بِالنَفس الكَريمة رَغبَةً

في الحَمدِ حَيثُ يُضَنّ بِالماعونِ

نَفديك مِن ريب المَنون بِأَنفس

لَولاكَ سال بِهنَّ ريبُ مَنونِ

وَافاكَ شَهر الصَوم يخبر أَنَّهُ

وَافى بِأَيمن طائِرٍ مَيمونِ

مازالَ يَمحَق بَدرَه شَوقٌ إِلى

لُقياك حَتّى عادَ كَالعُرجونِ

هُزَّت جَوانِحُه إلَيك صَبابَةً

فَلو اِستَطاعَ أَتاكَ قَبل الحينِ

أَخَوان في عَذب الشَمائل أَنتُما

لا في مُناسبة وَلا تَكوينِ

خَيرُ البَريّة وَالشهور كلاكما

يَسمو بِفَضلٍ لا يُرَدُّ مبينِ

هَنّأته بِكَ ثُمَّ جئتُ مُهَنِّئاً

لَكَ كَالقَرين مُبَشِّراً بِقَرين

فَاسلم لَنا وَلهُ وَعش بِعَديد سا

عاتٍ تَمُرُّ لَهُ عَديدَ سِنينِ

مَن كانَ يَدَّخر النَفيسَ فَلَيسَ لي

ذُخرٌ سِوى ثِقَتي وَحُسن يَقيني

لمحمَّد بن المُصطَفى وَالمُجتَبى

هَذا لِدنيائي وَذاكَ لِديني

شرح ومعاني كلمات قصيدة قل لابن فاعلة تطلب مثله

قصيدة قل لابن فاعلة تطلب مثله لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.