لا الأرحبي ولا سليل العيد
أبيات قصيدة لا الأرحبي ولا سليل العيد لـ تامر الملاط

لا الأرحبِيُّ وَلا سَليلُ العيدِ
أَدناكَ مِن بَرَدى غداةَ العيدِ
حملتكَ أَنفاسُ البخارِ تُثيرُها
لَهَواتُ مُتَّقِدِ الغَليلِ عَميدِ
حَرّانُ صادٍ غَيرَ أَنَّ شِفاءَه
بِالنارِ لا بِالسَّلسَلِ المَورودِ
عالي الجِدارِ مِنَ الصَّفيحِ مُلَملمٍ
كَالحِصنِ مِن زُبَرِ الحَديدِ مشيدِ
القاطِرُ النّارِيُّ قَيدَ الطَّرفِ في
غُلَواءِ ثَورَةِ شَوطِهِ المُريدِ
المُستَعِزُّ عَلى اليَفاعِ بِمارِجٍ
نارٍ تَسعرُ غَيرَ ذاتِ خُمودِ
وَالمُستَقِلُّ عَلى قُعِيٍّ حُفَّلٍ
من نجره عَبلِ الوشائِج سودِ
كَالقائِدِ المِغوارِ فَوقَ الطِّرف في
صَدرِ الطَّليعَةِ لَيسَ بِالرعديدِ
كَالأَشعَثِ البَدَوِيِّ قائِدِ غارَةٍ
غَزواً عَلى اليَعبوبِ غَيرَ لَهيدِ
يَخزو الرِّياحَ مَتى تَرامى الغَليُ في
حُجُراتِ غور أُتونِهِ الأخدودي
كَالبَرقِ تَصحبُهُ البُروقُ مُظَلَّلاً
بِغَمامِ لَيلِ دُخانِهِ المَمدودِ
يَحدو لَهُ حادي اللَّظى وَيَقودُهُ
فَاعجَب لَهُ مِن قائِدٍ وَمَقودِ
يَقتادُ مُعتَزِماً قِطارَ حَوافِلٍ
عَجِلاً ثِقالاً لَم تَكُن بِالقودِ
قُورٌ بِشاكِلَةِ القِبابِ يَجُرُّها
طودٌ بِشَكلِ الجوسق المَعقودِ
فَتخالُ جامِدَةَ الجِبالِ سَوائِراً
فَوقَ الجِبالِ وَفي صُدورِ البِيدِ
وَتَرى عُكاظاً في رَفيعِ بِنائِهِ
جدَّ المَسيرَ عَلى سُراطِ حَديدِ
أَو طورَ سينا في ضَبابِ غَمائِمٍ
يَومَ الكَليمِ وَقاصِفاتِ رعودِ
يَعدو فَيَجتاب التَّنائِفَ نافِذاً
كَالسَّهمِ بَينَ أَعِقَّة وَريودِ
يُدني قصيَّ الغاي غَيرَ مواكلٍ
لَيسَ البَعيدُ وَقَد عَدا بِبَعيدِ
ماضٍ فَما عرفَ الكَلالَ وَلا شَكا
عَرَّ المغابِنَ أَو نِقابَ جُلودِ
لا الشَّمسُ صامِخَةً تَرُدُّ عِنانَهُ
يَوماً وَلا ظُلُماتُ لَيلٍ مودي
يطوي الضِّياءَ عَلى الظَّلامِ مُغامِراً
طَيَّ الصَّحائِفِ أَو كَطَيِّ بُرودِ
وَالبِدعُ أَنَّ فَتىً الفَّ يَسوسه
فَذّاً فَيَكفيه طلابَ مزيدِ
طوراً يَخُدُّ مِنَ الثُّلوجِ شَوامِخاً
شُمّاً وَطوراً راسِياتِ جَليدِ
يَغدو نَضيدُ الثَّلجِ جِلباباً لَهُ
وَالنّارُ في الأَحشاءِ ذاتُ وقودِ
يا رُبَّ يَومٍ فَوقَ صوفر قَد بَدا
وَالريحُ نادَت بِالسَّحائِبِ جودي
كَكَتيبَة زِنجِيَّة مَلمومَةٍ
في قُبطُرِيٍّ ناصِعٍ مَسرودِ
إيهٍ وَلَيلٍ في المُروجِ سَرى بِهِ
وَالدُّجن قَيَّدَتِ الدُّجى بِقُيودِ
فَحَسبتُ سارينا المفحّم قطعَةً
مِن زَورِ ذاكَ الحِندِسِ المَصفودِ
حَتّى اِنتَحى فيهِ الصَّديعَ وَأقبَلَت
أَقوامُ قَيصَرَ ناشِراتِ بُنودِ
فَوَقَفتُ مِن جَنّاتِ جِلّقَ مَوقِفاً
قادَ النَّعيمَ إِلَيكَ غَيرَ شرودِ
وَوَثقتُ مِن فِردَوس عَدنٍ بِالَّذي
ذكرَ الأَيمَّةُ مِن نَعيمِ خُلودِ
يَكفي مِنَ الدُّنيا دِمَشقاً أَنَّها
مِنها بِمَوضِعِ حِليَةٍ مِن جيدِ
وَكَأَنَّها وَجَمالُ حُوّ رِياضها
خالٌ بِخَدِّ المَشرِقِ المَورودِ
لَيتَ الزَّمانَ قَضى لِجَفني أَن يَرى
رَحباتِها وَاِحتَزَّ حَبلَ وَريدي
وَكَفاكَ أَنَّكَ قَد نَزَلتَ شعابها
فَحَللتَ أَطيَبَ تُربَةٍ وَصَعيدِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة لا الأرحبي ولا سليل العيد
قصيدة لا الأرحبي ولا سليل العيد لـ تامر الملاط وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن تامر الملاط
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إده الملقب بالملاط. شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان) ، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.! ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد. ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا. له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب