لا القبر مسحور ولا في بابه
أبيات قصيدة لا القبر مسحور ولا في بابه لـ فوزي المعلوف

لا القبر مسحورٌ ولا في بابه
رصدٌ يذود هناك عن أصحابه
لكن فيه حرمةً مدفونةً
هي حرمة المدفون بين رحابه
في ذمة القبر الوفي مكفنٌ
لا يستباح قبيل يوم حسابه
نصبته أوصاب الحياة فعافها
مستشفياً بالموت من أوصابه
في مخدع تقف النوائب عنده
مشلولةً وتغور تحت قبابه
يلقى به العاني نذيرً عاتياً
ويرى به العاني محط رغابه
ليست تخير الروح غير سكونه
لو خيرت والجسم غير ترابه
فدع الدفين ينام ملء جفونه
في نعشه وحذار من إغضابه
حرم عليك رفاته فاربأ به
واربأ بنفسك من مساس نقبه
إن المغير على القبور وأهلها
يغدو الردى المحتوم بعض عقابه
إن ينج من صمصامهم وذبابه
لا ينج من غضب الثرى وذبابه
هذا لدفين وإن ثوى ذو صولةٍ
ما فل سيفٌ زج ضمن قربه
أتبيح نفسك للردى متعمداً
فينالها وتحار في أسبابه
من راح يقتحم الخضم مكافحاً
أمواجه دفنته طي عبابه
ومدغدغ الثعبان داخل حجره
مستهدفٌ عمداً لسم لعابه
ومروع الضرغام في عرينه
يهوي فريسة راحتيه ونابه
دع للقضاء كتابه يقضي بما
يقضي فلست رهين أمر كتابه
ما كان سعدك من صداح هزاره
أو كان نحسك من نعيب غرابه
كلاً ولا أولاك ماء غديره
غير الذي أولاك لمع سرابه
حكم الردى في الكون حكمٌ مبرمٌ
ولو اعتصمت بنجمه وسحابه
لكن من يقضي بعجز مشيبه
غير الذي يقضي بزهو شبابه
إيه أخا اللوردات كعبة فخرهم
محلي الأنساب من أحسابه
تاللَه من أنا شامت بملمةٍ
طعنت صميم العلم في أعصابه
نزلت عليك فغيبت بك كوكباً
سرعان بين سطوعه وغيابه
رمت الخلود وقد خلدت وإن تكن
ذهبت حياتك في سبيل طلابه
ما مات من ملأ المجالس ذكره
وحباه كل الكون من إعجابه
لم تأل في وادي الملوك منقباً
في سفح قمته ورأسه هضابه
حتى وقعت على دفين كنوزه
وأذعت أي حجابه وعجابه
أشرفت منه على القرون خوالياً
فأعدت ماضيها على أعقابه
ورأيت في التاريخ أكبر ثلمةٍ
وأضفت أبواباً إلى أبوابه
فسموت بالوادي إلى أسمى الذرى
لكن جنيت على نزيل شعابه
ولو اكتفيت بسلب كل كنوزه
ومتاعبه وطعامه وثيابه
لعفا ولم يحقد عليك وإنما
حدثت نفسك بانتهاك حجابه
أيهان فرعون الكبير بقبره
وهو العزيز بملكه وجنابه
أفما رأيت أمامه وحياله
حرس البلاط مدججاً بحرابه
ورأيت أنوبيس في ناووسه
متحفزاً وأمون في محرابه
هو صامت لكنه في صمته
أقوى وأبلغ منه في إعرابه
أعيى الفناء فلم ينله ولم يزل
متألق اللمهان نور إهابه
الروح حائمة على تابوته
والجسم رطب العود في جلبابه
فترى اللظى متنفساً بطعامه
وترى الحبا مشعشعاً بشرابه
وكأنه في قصره لا قبره
متربعٌ بالعز فوق وثابه
والعلم من كهانه والموت من
حراسه والدهر من حجابه
مهلاً بني التاميز في غلوائكم
فالظلم كم يجني على أربابه
أقلقتم في البحر حوت عبابه
وذعرتم في البر نسور غابه
وثللتم في الأرض عرش ملوكها
ونزعتم في الجو حكم عقابه
وسحقتم الشعب الضعيف بجوركم
ووضعتم الأغلال فوق رقابه
فدعوا المكفن آمناً تحت الثرى
بعد الجهاد وبعد طول عذابه
شرح ومعاني كلمات قصيدة لا القبر مسحور ولا في بابه
قصيدة لا القبر مسحور ولا في بابه لـ فوزي المعلوف وعدد أبياتها سبعة و أربعون.
عن فوزي المعلوف
فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف. شاعر لبناني رقيق، ولد في زحلة، وأتقن الفرنسية كالعربية، عين مديراً لمدرسة المعلمين بدمشق، فأمين سرّ لعميد مدرسة الطب بها. وسافر إلى (البرازيل) سنة 1921م، فنشر فيها قصائده: (سقوط غرناطة) ، و (تأوهات الحب) ، و (شعلة العذاب) ، و (أغاني الأندلس) ، وأخيراً (على بساط الريح) ، وأدركه الأجل في مدينة الريو دي جانيرو (عاصمة البرازيل) .[١]
تعريف فوزي المعلوف في ويكيبيديا
فوزي المعلوف هو شاعر لبناني(ولد في زحلة؛ 21 مايو 1899 توفي (1930) في ريو دي جانيرو/ البرازيل) يمتُّ بنسبه إلى أسرة عريقة في القدم، أنجبت الشعراء والمؤرخين والكتبة والحولاني، والده عيسى إسكندر طه المعلوف العالم المؤرخ والعضو في ثلاثة مجامع علمية، منها المجمع العلمي العربي بدمشق. والدته عفيفة كريمة إبراهيم باشا المعلوف وأخواه شفيق صاحب «ملحمة عبقر» ورياض، وهما شاعران. كان قيصر المعلوف المولود عام 1874 رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية، حين أصدر في سان باولو عام 1898 جريدة عربية باسم «البرازيل». ظهرت عليه علائم العبقرية في سنٍّ مبكرة، فقد بدأ القراءة في الثالثة، وأحسنها في الخامسة، وراسل أباه من زحلة إلى دمشق في الثامنة. درس في الكلية الشرقية بزحلة، ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى بيروت ليتابع دراسته في مدرسة الفرير. اشتغل بالتجارة متنقلاً بين لبنان ودمشق وفي الوقت نفسه كان يكتب في الصحف اللبنانية والسورية والمصرية توفي عام 1930.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ فوزي المعلوف - ويكيبيديا