لنا الحجر المرموز في الكتب سره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لنا الحجر المرموز في الكتب سره لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة لنا الحجر المرموز في الكتب سره لـ جرمانوس فرحات

لنا الحجرُ المرموزُ في الكتب سرُّهُ

وقد صار بالتدبير طفلاً وبالغا

رأيناه بين الخلق في الطُرْق مُطْرَحاً

ولكنه فوق السماكين نابغا

فمذ حل روحُ القدس إكسيرَ نفسنا

رأينا ضياء السر بالسر زالغا

غلاماً ربيباً يخجل الشمسَ حسنُه

رصيناً حكيماً للمهمات دامغا

أبوه كريمٌ والبكارة أمه

قديماً حديثاً مُشغَلاً متفارغا

لنا علَّةٌ لكنه كان قبلها

بأقنومه المعلول إبناً وبازغا

حوى جوهراً في الذات والطبع واحداً

تثلَّثَ جَوهرْهُ وما كان زائغا

وقد كان شيخاً قبلَ أن صار يافعاً

وأصبح في سن الرضاعة رابغا

ومذ مات مذبوحاً فأحيا بذبحه

وأحيا رميماً كان في النار واتغا

فيا لك مقتولاً قتلتَ قَتولَنا

وفيك قتيل القوم أصبح نابغا

وإذ مات عبداً مُبدَعاً متألماً

فقام إلهاً مبدِعَ الكون صائغا

بناموسه الروحي يصلح فاسداً

ويفتح فيه مقفلاً كان بالغا

ويشفي ويُحيي ميِّتاً صار رِمَّةً

وقد كان ناب الموت للميْت ماضغا

وقد مَصَّ منه سمَّ تنِّينِه الذي

نكى جسمَه والنفس قد كان لادغا

أقام عليه حارساً كلبَ شرعه

فيحميه من ذئبٍ أتاه مراوغا

فأعجب به حيّاً وميْتاً ومُنشَراً

وتكوينه من آدمٍ كان رائغا

تردَّى به جسماً ونفساً عريقةً

ولكنه عن نسله كان زائغا

وأصلح عقلاً كان من قبل ناقصاً

وأفصح نطقاً كان من بعد لاثغا

بدا الحق فيه يصدع الحقَّ مرشداً

وما كل حق كان للحق فادغا

فهذا هو الإكسير إكسير نفسنا

أتانا وذيل الشك للشك سابغا

ومذ حل حَوَّلَ اَسْرُباً ثم آنُكاً

إلى الذهب الإبريز إن كنت صائغا

فلله مأكولٌ به كان مُمرياً

وللَه مشروبٌ به كان سائغا

فما شئت من إحكام أمرٍ فأبرِمَنْ

وما شئت من إنفاذ حكمٍ فبالغا

فقد قسمت فيه الحظوظ موارثاً

كما قسم الأرْضون في عهدِ فالغا

فلا تخش في تقسيمه الحظَّ مارداً

ولو كان بين الناس بالشر نازغا

على أن تلك الصخرة الحق رّضَّضت

أمانيه حتى ارتد عنّا مراوغا

فأصبح مرجوماً وقد كان راجماً

لجبهته في هَبوة التُرب مارغا

فأسفر عن وجهٍ تدبَّغ بالثرى

لحى اللَه وجهاً جاء بالمكر دابغا

هوى واستطارت نفسُه عندما هوى

شعاعاً وشدَّ غالباً أو مبالغا

إلى أن لَجمناه بدُرَّةِ رَمزنا

له حكمةٌ عن طفلها عاد لاثغا

وألبستُه منها وفيها شكائماً

كما أنني أُلبستُ فيها السوابغا

تبدَّت لنا بدراً وشمساً تقارنا

هما شَرَعٌ مذ هام فيها مُناشغا

تراءت لنا بدراً فمذ حل بُرجَها

عُقابٌ بدت شمساً وما كان بازغا

ولكنه قد صاغ منها له بها

حُلِيّاً له من عَندَم الرمز صابغا

ثلاثين حولاً جال فيها مدبِّراً

وسَمَّوه من بعد الثلاثين صائغا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لنا الحجر المرموز في الكتب سره

قصيدة لنا الحجر المرموز في الكتب سره لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي