ما أحرج الباب بل ما أرحب الوادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما أحرج الباب بل ما أرحب الوادي لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة ما أحرج الباب بل ما أرحب الوادي لـ جرمانوس فرحات

ما أحرجَ البابَ بل ما أرحب الوادي

ما أسهلَ السير بل ما أرشدَ الهادي

قوموا بنا نحو رهبانية شرعت

تقودنا نحو عرش الخالق الفادي

يا سائرين بها شدوا عزائمَكم

لا يصلح السعي ذو ضجرٍ وإبعاد

من يلتفت خلفه ضلت محجّتُه

عن مُلك ربٍّ وعن فردوسه البادي

يا نعمةً لم يفز إلّا القليلُ بها

من يعتمدْ غيرَها يُضرَبْ بأعواد

قد قال واضعها قولاً يحق له ال

تصديق مفهمومُه معقولُ قُصّاد

بع مقتناك وعد نحوي تجد بدلاً

عما تغادر من مالٍ وأولاد

هذا الكمال الذي تجري له أبداً

أبرار بري بلا ثوبٍ ولا زاد

نحو الحياة التي لن تنتهي أبداً

من رامها يستقم في نهج إرشادي

كنزاً عظيماً يرى في عرش مملكتي

من باع شهواته واختار عُبّادي

يا حُسنَ رَهبنةٍ راعت طلائعُها

لذائذَ الجسم إذا شيبت بأضداد

فهي اعتمادٌ فمن يُصبَغْ بصبغتها

يُبصرْ حياةً أتت من بعد ميلاد

وهي الذبيحة من يذبحْ مَشيَّتَهُ

للرب طوعاً يُصِبْ إحسانَ إسعاد

وهي الشهادة فاخلع ما عليك بها

أكرم بسفك الدما من نفس زُهّاد

وهي الضمين فثق يا من كفلتَ بها

قد صرتَ من نخبة الأحيا لآباد

وهي الطريق فلا تترك محجَّتها

موليّاً يلوِ عنك الحفاظُ الهادي

وهي الحقيقة فاطلبه تجد عملاً

موطَّداً فوق أركانٍ وأطواد

وهي الحياة وروح اللَه يسكنُها

من مال عنها حوى تقطيعَ أكباد

وهي الوفاء فلا ترج الوفا أبداً

بغيرها إنَّ دَيْنَكْ دَيْنُ نَقَّادِ

وهي الشفيع فباب اللَه منفتحٌ

بها وباب حجيمٍ مُوصَدٌ هاد

وهي الدليل ومجد اللَه مدلولٌ

بها وفيها أرى عَربونَ إرشاد

تلكم منارة قدس القدس حاملةً

أنوارَ أعمالٍ نُسّاكٍ وزُهّاد

وهي السماء التي أفراحُها أبداً

تنمو بسُكّانها في ذلك الوادي

أنْطونيوس إسُّها إرْسانيُوس قبسٌ

ينير أولادَها من مكر حسّاد

بُخومِيُوس مُرشدٌ هادٍ برُتبتها

مكاريوس مرشدٌ أبناها للنادي

سمعان عامودها الراقي بأولها

إسحاق يروي هداها الموضعَ الهادي

إفرام كينارُها بِيمِينُ آلتُها

باسيليوس مدحُها في طيبِ إنشاد

إكليمكُس سلمٌ لله يَصعدُها

إغناطيوس تاجها بالعلم ذا ناد

إكليلها ثاقبُ الأنوار تنظمُه

درُّ الفضائل غير الجوهر المادي

ادفع خطاياكَ بالصدقات تَمحصُها

نَصّاً مقولاً أتى من خالقٍ فاد

يا من يبِعْ نفسه للَه معتَمداً

نيراً خفيفاً يفُقْ إحسان جوّاد

محجة الزهد صلبٌ لا يَزال به ال

إنسان ممتنعاً عن كل ترداد

هب لي إلهي برهبانيتي أدباً

بل غيرةً واجتهاداً غير مُنصاد

حتى إذا شعرت نفسي بنُقلتها

تُصيب إسكيمَها مِرقاةَ إصعاد

طوبى نفوسٍ قضت بالنسك مدَّتَها

وويل نفسٍ أتت والإثمُ ذا باد

رجوت ربي ولكني امرؤٌ وجِلٌ

إذ كان فعلي خسيساً بين زهاد

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما أحرج الباب بل ما أرحب الوادي

قصيدة ما أحرج الباب بل ما أرحب الوادي لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي