ما عذر عيني لا تفيض فتسكب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما عذر عيني لا تفيض فتسكب لـ ابن الدهان

اقتباس من قصيدة ما عذر عيني لا تفيض فتسكب لـ ابن الدهان

ما عُذرُ عَيني لا تَفيضُ فَتسكَبُ

لِليَومِ تُدَّخرُ الدُموعُ وَتُطلَبُ

وَإِذا أَرَدتَ عَلى الصَبابَةِ شاهِداً

فالدَمعُ أَعدلُ شاهِدٍ لا يَكذِبُ

لَم يَستَبِق في العَينِ ماء شُؤونِها

إِلّا وَنارُ القَلبِ حرّى تَلهَبُ

لا مَرحَباً بالأَرحبيَّة أَوردت

خَبَراً يَضيقُ بِهِ الفَضاءَ الأَرحبُ

غَلبَ الأَسى فيها التَجَلَّدَ بَعدَ ما

كانَ التَجلدُّ بالأَسى لا يُغلَبُ

فَسَقى الغَمامُ الصَيِّبُ الخَضِلُ النَدى

قراً بمصرَ بِهِ الغمامُ الصَيِّبُ

غيثَ البِلادِ إِذا يًصوّحُ نَبتُها

وَدَعا الحَيا مِنها المَكانُ المُعشِبُ

بادي السَكينَة في النُفوسِ محكّمٌ

حَسَنُ اللِقاءِ إِلى القُلوب مُحَبَّب

يا ثُلمة ثَلَمَ الزَمانُ بِها العُلى

ما إِن تُسدّ وَصَدعُها ما يُرأبُ

عَظُمَت رزيّتهُ فأَقصر عاجِزٌ

عَن وَصفِ شِدَّتها وَقَصَّر مُطنِبُ

لَهفي عَلَيكَ وَما يَردُّ تَلَهُّفي

مَيتاً وَلَكِنَّ التأسُفَ يعذبُ

تَركَ القُلوبَ عَلى الأَسى مَوقوفةً

أَبَداً عَلى إِنَّ القُلوبَ تُقلَّبُ

نُحنا عَلَيهِ كَما

مَدحاً فَأَبكانا عَليهِ المُطرِبُ

وَإِذا عَتِبتُ عَلى اللَيالي بَعدَهُ

قالَ التأسي ما عَلَيها مَعتَبُ

ما عَهدُنا بالشَمسِ قَبلَكَ بُرجَها

نَعشٌ وَلا بَينَ المَقابِر تَغرُبُ

أُصبحتَ تَحتَ الأَرضِ تُرغِبُ في الأَسى

من كانَ نَحوَكَ في الحَوائج يَرغَبُ

يَهدي إِلَيهِ بِعَرفه طيبُ الثَرى

مَن كانَ يَهديهِ الثَناءُ الطَيِّبُ

ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى

أَنَّ المَكارِمَ في التُرابِ تُغَيَّبُ

ما العَيشُ بَعدَكَ بالهنيّ وَإِنَّما

مَن عاشَ بَعدَكَ بِالحَياة مُعَذَّبُ

وَلَئِن قَضيتَ لَقَد تَرَكتَ كآبةً

ما تَنقَضي وَحَرارَةً ما تَذهب

أَتعبتَ بَعدَكَ دونَ شأوك كل من

وَطىء الحَصا بَل دون شأوك مُتعَبُ

مَن لِلمَعالي تُرتَقى أَو تَنثَني

مَن لِلمَحامِدِ تُقتَنى أَو تُكسَبُ

مَن للأُمور المشكِلاتِ يَحلُّها

مَن للثُغور المُستَضامَةِ يَغضَب

مَن لِلأَرامِلِ وَاليتامى كافِلاً

يَكفيهُمُ إِذ لا خَليلُ وَلا أَبُ

مَن للمقانِبِ وَالكَتائِبِ رَدُّها

إِن فُلَّ جَيشٌ أَو تقنَّع مِقنَبُ

صَلّى عَلَيكَ اللَهُ في مَلكوتِهِ

وَالصالِحونَ وَبعض ما تَستَوجِبُ

فاسلم صَلاحَ الدينِ ما هبَت صَباً

أَو لاحَ بَرقٌ أَو تَبدّا كَوكَبُ

لا زالَ عزّمكَ ماضياً ما يَنثَني

وَشَديدُ بأسِك ماضياً ما يَذهَبُ

وَجَميلُ صَبرِكَ في الرَزايا يَعتَلي

وَكَريمُ عُودِكَ في الحَوادث يَصلُب

حاشى وَقارَك أَن يَطيرَ بِهِ الأَسى

أَو أَن يُزَعزعه المَرامُ الأَصعَبُ

أَي اجتِماعٍ لَم يُرع بِتَفُرِّقٍ

يَوماً وَأَيّةُ فِرقَةٍ ما تُنكَبُ

كَم قَد دَجا خَطبٌ وَجأشُكٌ ثابِت

وَتقلَّبت حالٌ وَقَلبُكَ قُلَّبُ

وَإِذا تَخَطّاكَ الرَدى وَأَصابَنا

فَسَوى إِذا سَلم الذُرى وَالمنكِبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما عذر عيني لا تفيض فتسكب

قصيدة ما عذر عيني لا تفيض فتسكب لـ ابن الدهان وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن الدهان

عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي. شاعر من الكتاب الفقهاء ولد في الموصل وأقام مدة بمصر ثم انتقل إلى الشام. فولي التدريس بحمص وتوفي بها. قال فيه ابن خلكان كان فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد غلب عليه الشعر واشتهر به. ولديوانه أهمية تاريخية أدبية: أما التاريخية: حيث كانت في عصره الحروب الصليبية التي هزت العالم الإسلامي وانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم فسجلها ديوانه أعظم تسجيل. الأدبية: شعره لا تكلف فيه وصرف شعره في كل الأوجه من مديح وفخر ورثاء وشكوى وغزل. وديوان شعره مطبوع. له كتاب (شرح الدروس -خ) .[١]

تعريف ابن الدهان في ويكيبيديا

ابن الدَّهَّان البَغْدَادي (494-569ه‍ = 1100-1174م), سعيد بن المبارك بن علي الأنصاري، أبو محمد، المعروف بابن الدهان: عالم باللغة والأدب. مولده ومنشأه ببغداد. انتقل إلى الموصل، فأكرمه الوزير جمال الدين الأصفهاني. فأقام يقرئ الناس. تصانيفه كثيرة وكان قد أبقاها في بغداد، فطغى عليها سيل، فأرسل من يأتيه بها إلى الموصل، فحملت إليه وقد أصابها الماء، فأشير عليه أن يبخرها ببخور، فأحرق لها قسماً كبيراً أثر دخانه في عينيه فعمي ! ولم يزل في الموصل إلى أن توفي. من كتبه ( تفسير القرآن ) أربع مجلدات، و ( شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي ) أربعون جزءاً، و ( الدروس ) في النحو، بدار الكتب، مصوراً عن شهيد علي وعليه شرح له من تأليفه، و ( الأضداد) رسالة في اللغة ( في نفائس المخطوطات ) و ( النكت والإشارات على ألسنة الحيوانات ) و ( ديوان شعر ) و ( ديوان رسائل ) و ( العروض) ( الغرة ) في شرح اللمع لابن جني، و ( سرقات المتنبي ) و ( زهر الرياض ) سبع مجلدات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الدهان - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي