ناح الحمام على غصون البان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ناح الحمام على غصون البان لـ رفاعة الطهطاوي

اقتباس من قصيدة ناح الحمام على غصون البان لـ رفاعة الطهطاوي

ناحّ الحمامُ على غصونٍ البانِ

فأباحَ شيمةَ مُغرمٍ ولهانِ

ما خلته مذُ صاح إلا أنه

أضحَى فقيدَ أليفه ومعاني

وكأنه يُلقى إليّ إشارةً

كيف اصطباري مُذ نأي خِلاني

مع أنني والله مذ فارقتهم

ما طابَ عيشي وصفُو زَماني

لكنني صبٌّ أصونُ تلهفي

حتى كأني لستُ باللهفانِ

وبباطنٍ الأحشاءِ نارٌ لو بَدَتْ

جمراتُها ما طاقها الثَّقلانِ

أبكى دماً من مهجتي لفراقهم

وأودُّ أنْ لا تشعرَ العينان

لي مذهبٌ في عشقهم ورايتُه

ومذاهب العشاق في إعلان

ماذا عليّ إذا كتمت صبابتي

حتى لو أن الموتَ في الكتمان

ما أحسنَ القتلى بأغصان النقى

ما أطيبَ الأحزان بالغزلان

قالوا أتهوى والهوى يكسو الفتى

أبداً ثيابَ مذلةٍ وهوان

فأجبتهم لو صحَّ هذا إنني

أختارُ ذلي فيه طولَ زماني

والذلُّ للعشاقِ غيرُ مَعرة

بل عينُ كل مَعزّةٍ للعاني

أصبو إلى من حاز قداً أهيفا

يزرى ترنحهُ بغصن البان

وأحن نحون شقيق تمٍ خدِّه

قد نمَّ فيه شقايقُ النعمان

ويروقني أبداً نزاهةُ مقلتي

في حُسنِ طلعةِ فاتكٍ فتّان

أمسى وأصبحُ بين شَعْرٍ حالكٍ

ومُنيرِ وجهٍ هكذا الملوان

ولطالما قضَّيتُ معه حِقبة

ونسيمُ مصرَ معطّرُ الأردان

زمنٌ عليّ به لمصر فديتُهات

حقٌّ وثيقٌ عاطلُ النكران

لو شابهتْ عيناي فائضَ نيلها

لم توفِ بعض شفائه أحزاني

أو لو حكى قلبي بحارَ علومها

طرباً لما أخلو من الخفقان

ولكم بأزهرها شموسٌ أشرقتْ

وأنارتْ الأكوانَ بالعرفان

فشذا عبير علومهم عمَّ الورى

وسرتْ مآثرهم لكل مكان

وحوتهمو مصرُ فصارت روضةً

وهمو جناها المبتغى للجاني

قد شبهوها بالعروس وقد بدا

منها العروسي بهجةَ الأكوان

قالوا تعطَّر روضُها فأجبتهم

عطارُها حسنٌ شذاه معاني

حَبرٌ له شهدت أكابرُ عصره

بكمال فضلٍ لاحَ بالبرهان

لو قلتَ لو يُوجد بِمصرَ نظيرُه

لأجبتُ بالتصديق والإذعان

هذا لعمري اليومَ فيها سادةٌ

قد زُينوا بالحسنِ والإحسان

يا أيها الخافي عليك فخارُها

فإليكَ إن الشاهدَ الحسنان

ولئن حلفتُ بأن مصرَ لجنَّةٌ

وقطوفها للفائزين دواني

والنيلُ كوثرها الشهيُّ شرابه

لأبرُّ كل البر في أيمانِي

دار يحق لها التفاخرُ سيما

بغريزها جَدوى بني عثمان

حاز المحامدَ إذ دُعي بمحمدٍ

ورقي العُلا فعلى على الأقران

من كل مثل أميرنا فقرينه

اسكندرٌ أو كسرى أنوشروان

في وجهه النصرُ المبين على العدا

لاحتْ بشائرهُ لكل معاني

في كفه سيفانِ سيفُ عناية

والشهمُ إبراهيم سيفٌ ثاني

سلْ عنهُ يُنبيك الحجاز مشافهاً

بدمار أهلِ الزيْغ والبهتان

من قبل كانت سُبْله مذعورةً

والآن صارت في كمال أمان

لا غروَ إن نجْداً أدامتْ شكرَه

فلقد كساها حُلةَ الإيمان

وسعتْ إلى زنجٍ طلائعُ جيشه

فأطاعها العَاتي من السودان

وتقلبُ الأروام عدلٌ شاهدٌ

كم منه قد نالُوا شديدَ طعان

حتى لقد باءوا بوافرٍ خزيهم

وتقاسموا حظاً من الخسران

لم تُخْطِ قامةُ رُمحِه أغراضَها

وإصابةُ الأغراضِ نيلُ أماني

أحيا بدولته علوماً قد غدتْ

لوضوحِها تُجلى على الأذهان

بطلٌ مكارمه الجليلةُ قلَّدت

هامَ الزمانِ مكللِ التيجان

يهنيك يا مصرُ لقد خرت البها

بمحمدٍ باشا على الشان

فأخطى بغاخر حكمِه وتمتعي

وبذلك افتخري على البلدان

مُدّي أكفّ الشكر وابتهِلي بأن

يُبقيه مولاه طويلَ زمانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ناح الحمام على غصون البان

قصيدة ناح الحمام على غصون البان لـ رفاعة الطهطاوي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن رفاعة الطهطاوي

رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث. ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ. ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية. قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر. توفي في القاهرة. ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط) ، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.[١]

تعريف رفاعة الطهطاوي في ويكيبيديا

رفاعة رافع الطهطاوي (1216 هـ/1801 - 1290 هـ/1873) هو رفاعة بك بن بدوي بن علي بن محمد بن علي بن رافع، ويُلحقون نسبهم بمحمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحُسين بن فاطمة الزهراء، من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا. وُلد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر 1801، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، يتصل نسبه بالحسين السبط.نشأ في عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين فلقي رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماماً كبيراً حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئًا من الفقه والنحو. التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك. خدم بعدها إمامًا في الجيش النظامي الجديد عام 1824.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. رفاعة الطهطاوي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي